صفقة تسليحية استراتيجية: المغرب يقتني 600 صاروخ “ستينغر” أمريكي بقيمة 825 مليون دولار

صفقة تسليحية استراتيجية: المغرب يقتني 600 صاروخ “ستينغر” أمريكي بقيمة 825 مليون دولار

- ‎فيسياسة, واجهة
صاروخ "ستينغر"
إكسبريس تيفي

متابعة

في خطوة تعكس تطور الشراكة العسكرية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم 15 أبريل 2025، عن موافقتها على صفقة بيع عسكرية محتملة لصالح المملكة المغربية تشمل 600 صاروخ من طراز FIM-92K Stinger Block I، إلى جانب خدمات لوجستية وهندسية وتقنية، بكلفة إجمالية قدرها 825 مليون دولار.

الصفقة، التي أُبلغ بها الكونغرس الأمريكي من طرف وكالة التعاون الأمني الدفاعي، تدخل في إطار تحديث القدرات الدفاعية المغربية، خصوصا في مجال الدفاع الجوي قصير المدى، وتعزيز القدرة على التصدي للتهديدات الحالية والمستقبلية. وينتظر أن تساهم هذه الأسلحة المتطورة في تحديث ترسانة القوات المسلحة الملكية وتوسيع قدراتها الجوية، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة.

 

ورغم الحجم الكبير للصفقة، أكدت الوثيقة الأمريكية أن هذا التحديث العسكري لن يخل بالتوازن الاستراتيجي في المنطقة، ما يشير إلى أن المغرب يواصل اعتماد مقاربة دفاعية متوازنة تأخذ بعين الاعتبار طبيعة التحديات دون الانزلاق نحو سباق تسلح غير محسوب.

كما أبرزت الوثيقة أن الصفقة ستسهم في تقوية التعاون العسكري بين الرباط وواشنطن، وستعزز من قابلية التشغيل البيني (interoperability) بين الجيش المغربي ونظيره الأمريكي، في سياق الشراكات الدفاعية التي تجمع البلدين، والتي تشمل مناورات “الأسد الإفريقي” والتعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والأمن السيبراني.

الشركتان الأمريكيتان المعنيتان بتنفيذ الصفقة هما RTX Corporation، المعروفة سابقا باسم Raytheon، والمتمركزة في ولاية أريزونا، وLockheed Martin، إحدى أكبر شركات الصناعات الدفاعية في العالم. ومن اللافت أن هذه الصفقة لا تتضمن في مرحلتها الحالية أي اتفاق تعويض صناعي (Offset Agreement)، ما يعكس طابعها المستعجل والوظيفي، المرتبط باحتياجات مباشرة للقوات المسلحة المغربية.

تؤكد هذه الصفقة مرة أخرى أن المغرب ماضٍ في بناء منظومة دفاعية متقدمة، تقوم على التحديث التكنولوجي والانفتاح على أسواق تسليح متنوعة، مع الحفاظ على الشراكات الاستراتيجية، خاصة مع الحليف الأمريكي. كما تُبرز هذه الخطوة تغير العقيدة الدفاعية المغربية التي باتت تعطي الأولوية للجاهزية السريعة، والتحصين ضد التهديدات الجوية والدرونز، في سياق جيوسياسي يتسم بالتحول والتقلب، من الساحل إلى الصحراء.

في زمن التحديات المتعددة والمتغيرة، تبرز هذه الصفقة ليس فقط كتعبير عن قوة التحالف المغربي-الأمريكي، بل أيضا كإشارة إلى وعي المغرب بأهمية تحديث منظومته الدفاعية وامتلاك أدوات الردع الذكي. ويبقى السؤال: كيف ستتفاعل باقي الأطراف الإقليمية مع هذا التحول النوعي في قدرات المغرب الدفاعية؟

صاروخ "ستينغر"

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *