التأم في مدينة العيون عاصمة الصحراء المغربية، اليوم الجمعة 27 نونبر، جمعان استثنائيان لكل من المجلس الوطني للفيدرالية المغربية لناشري الصحف، والفرع الجهوي بالأقاليم الجنوبية، لتوجيه رسالة “قوية، مهنية ووطنية”، معربين عن انخراطهم التام والمتواصل في مجهود التعبئة الإرادية من أجل الدفاع عن قضية الوحدة الترابية.
وقالت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف في بيان لها “إن ناشري الصحف الورقية والالكترونية المغاربة ليأسفون لهذا المنزلق، الذي يجر خصوم وحدتنا الترابية أنفسهم إليه، بتفضيل الاستفزاز على التوافق والمغامرة على الحكمة، وبالإصرار على اجترار نزاع مفتعل لا يمكن أبدا طيُّه إلا بالانخراط الصادق في مسلسل تسوية يفضي لحل واقعي وعادل ودائم في إطار السيادة المغربية”.
وأضافت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف أنها “لم تتردد قبل أربع سنوات في عقد اجتماع مجلسها الوطني في العيون، لتجدد التأكيد على أن الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة جزء لا يتجزأ من قيمها المهنية الأصيلة، وأن إيمانها الراسخ بالتعددية واستقلالية القرار الصحفي والموضوعية لا يمكن أن يترك مجالا لحياد زائف في قضايا الوطن الحيوية، وبالتالي فالانحياز لقضيتنا العادلة بلا مواربة هو واجب على صحافيات وصحافيين كانوا دائما في الخطوط الأمامية للمعارك المصيريَّة”.
واعتبرت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، في بيانها، أن “الرفع من المستوى المهني والأخلاقي في الممارسة وتنمية رصيد المصداقية في الأداء وتمتين جسر الثقة بين المجتمع وصحافته هو جزء لا يتجزأ من المساهمة في الدفاع عن القضية الوطنية، وهذه شروط ذاتية لابد أن تكون مدعومة بشروط موضوعية، تتمثل في تعزيز ضمانات حرية الصحافة وتأهيل القطاع والنهوض بالأوضاع الاجتماعية للصحافيات والصحافيين ومساعدة المقاولات الصحافية على تجاوز أزماتها الظرفية والهيكلية”.
وكانت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف قد عملت على تأسيس أول فرع جهوي لها بالأقاليم الجنوبية، في ماي 2016، لتحيي ناشري الصحف الورقية والالكترونية بالصحراء المغربية على مستوى أدائهم وصمودهم رغم ظروف الممارسة الصعبة، ودعت إلى الالتفات بقوة إلى الإعلام الجهوي بصفة عامة، وفي الأقاليم الجنوبية بصفة خاصة، “لإدماجه في الجهوية الموسعة والمساعدة على الرقي بأدائه وإيجاد سبل تقوية نموذجه الاقتصادي والرفع من قدرات موارده البشرية ليضاعف مجهوداته في التصدي لمناورات الخصوم، الذين يجعلون من الدعاية والتضليل سلاح حرب”، تقول في ذات البيان.
وفي إطار هذا التوجه الجهوي “الراسخ” للفيدرالية، صادق المجلس الوطني على عضوية 21 ناشرا من جهة طنجة تطوان الحسيمة، ومعلنا بذلك، اليوم، المجلس من العيون عن تأسيس الفرع الجهوي الثاني للفيدرالية شمال المملكة في إطار الامتداد الطبيعي لانتماء الناشرين الوطني من طنجة إلى الگويرة.
وعبر ناشرو الصحف المجتمعون، اليوم، بالعيون عن أسفهم لانزلاقات زملائهم في بعض الصحف الجزائرية، إلى الحد الذي جعلهم يؤسسون جمعية للدفاع عن الانفصال، موجهين الدعوة إليهم للكف عن إشعال الحرائق والالتزام بشرف المهنة والعمل يدا في يد كعناصر بناء في أفق الوحدة المغاربية.
وجدد ناشرو الصحف المغاربة تأكيدهم أنهم مازالوا متشبثين بإخراج مشروع الفيدرالية المغاربية لناشري الصحف الذي تم الاتفاق عليه في 2012 بالحمامات في تونس بمبادرة مغربية، للنهوض بأوضاع الصحافة بالمغوب بما يخدم الوحدة المغاربية وليس “التجزيء والتفتيت”.
وختمت الفيدرالية البيان ب” نحن حفدة مؤسسي الصحافة المغربية التي واجهت الاستعمار بالكلمة الحرة وأدت الثمن من أجل البناء الديموقراطي، سنواصل على الطريق من أجل استكمال وحدتنا الترابية، فقد نختلف على كل شيء ولكن الصحراء المغربية تجمعنا دائما”.