متابعة
يحقق العلاج بالإيحاء السريري في المغرب تقدما كبيرا، إذ أضحى أداة علاجية فعالة توفر للمهنيين الصحيين مساعدة قيّمة وتمنح المرضى الراحة والطمأنينة وتحسنا سريريا واضحا، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية.
هذه المعطيات، التي تم الكشف عنها خلال فعاليات المؤتمر الوطني الثاني للجمعية المغربية للعلاج بالإيحاء الطبي والعلاجات الوجيزة، الذي احتضنته جامعة محمد السادس للعلوم والصحة في مدينة الدارالبيضاء، يوم السبت 9 نونبر 2024، والذي خصص لموضوع « العلاج بالإيحاء السريري »، بمشاركة خبراء في مجالي الإنعاش والتخدير والمستعجلات ومعهم باقي الاختصاصيين في تخصصات طبية مختلفة المغاربة منهم والأجانب. تؤكد أهمية هذا العلاج الذي بدأت الأبحاث الحالية في علم الأعصاب في الكشف عن تأثيره على دوائر الألم والتمثلات الذهنية.
وأوصى المشاركون في المؤتمر، بضرورة احترام المبادئ الصارمة لتطبيق هذا العلاج وأهمية التحلي بالمعرفة الجيدة لخصوصية المريض، وكذا التوفر على التكوين الأكاديمي المناسب، لأنها عوامل تسهم في دمجه في الممارسة الطبية. مؤكدين أن الإيحاء كمفهوم علمي، يعتبر أداة في أيدي محترفين مدربين، كما أنه يعتبر مقبولا كعلاج تكميلي أو حتى كبديل لبعض الأمراض التي يصعب علاجها.
و أكد البروفيسور محمد مهاجر الكاتب العام للجمعية المغربية للعلاج بالإيحاء والعلاجات الوجيزة، أن هذا النوع من العلاج، بات علما قائما بذاته، يمكن استعماله لتقديم علاج أكثر شمولية للمريض، كما يمكن أيضا استعماله في مجالي التعليم والتنمية الذاتية.
بدوره شدد رئيس الجمعية البروفيسور رشيد حصيدة، على أن الإيحاء هو علاج تكميلي يساهم في علاج مجموعة من الأعراض والأمراض، ويهم مجموعة من المجالات، منها الألم، والأمراض النفسية، ومختلف أنواع الإدمان، مبرزا بأن الأمر لا يتعلق بنوع جديد من العلاجات، فقد كان العالم والطبيب ابن سينا أول من تكلم عنه.
كما أكد البروفيسور أحمد غسان الأديب، عميد كلية محمد السادس للطب، التابعة لجامعة محمد السادس للعلوم والصحة، على أهمية العلاجات الإيحائية، مشيرا إلى أنها تستند على دراسات ونتائج علمية مضبوطة، وبالتالي يمكنها تساهم في تشخيص وعلاج العديد من الحالات الصعبة.