أكسبريس تيفي/ حسن المولوع :
نشر الزميل علي لمرابط على حائطه الفيسبوكي تدوينة لاتعبر الا عن حقد غير مفهوم لشخصية عبد اللطيف الحموشي المدير العام لمديرية الأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني، حيث ذكر فيها ” واش هاد السيد رئيس الأمن الوطني والبوليس السياسي (DST) أو ممثل أفلام ؟ ربما أصبح أميرا علويا بلا ما نجيبو الخبر “
وأرفق علي لمرابط تدوينته تلك بفيديو يظهر فيه مجموعة من المواطنين يلتقطون صورا تذكارية مع عبد اللطيف الحموشي ، وهو فيديو من بين فيديوهات كثيرة تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي من حين لآخر و التي تعطي صورة إيجابية على مدير الأمن الذي حتما يختلف عن سابقيه، وذلك بانتهاجه سياسة القرب من المواطنين بدل المكوث في المكتب والاكتفاء بإعطاء التعليمات ، وجعل الناس يخافونه ويخافون الاقتراب منه أو حتى ذكر اسمه
تدوينة الزميل علي وتدوينات أخرى تؤكد بالملموس أنه يحمل صفة المعارض الحاقد ، تلك الصفة التي يحاول نفيها عن نفسه في عدد من المرات ، لأنه يخلط مهنة المتاعب بأوراق النضال وبالتالي تغيب عنه المهنية والمصداقية ، فمواقفه السياسية المؤيدة لبعض الأطراف الخارجية أثرت بشكل واضح على مهنته كصحافي متخصص في جنس التحقيق وصفته كمؤرخ كما يدعي ، لأن المؤرخ بطبعه هو النأي عن مثل هكذا أمور والالتزام بطريق الحياد ، لكن خرجاته تفضحه وتؤكد تماما أنه أزاح عن نفسه رداء الصحافي ولبس معطف المعارض الفيسبوكي واليوتيوبي ، لأن المعارض الحقيقي يكون محترما لنفسه أولا وللأغيار ثانيا من اجل امتلاك صفة المصداقية والغيرة الوطنية ، واحترام إرادة الشعب ثالثا وهذا هو الأهم لأن الشعب يحبه ، والشعب ليس هو مجموعة من الناس على الفيسبوك ينشطون خارج المغرب ، بل الشعب هو الواقع ، هو الانسان الذي يبحث عن الإحساس بالأمن ، والا لماذا يسارع الناس من أجل التقاط صور معه كنجم تلفزيوني او سينمائي ، ولقد صدق الزميل علي في هذه حين تساءل عبر التدوينة ذاتها ” واش هاد السيد رئيس الأمن الوطني والبوليس السياسي (DST) أو ممثل أفلام ؟ ” ، فالجواب هو أن الحموشي فعلا رئيس الأمن وممثل الواقع ، هذا الواقع هو الذي يجب أن يتم انتاج فيلم عنه لأنه أعطى وجها جديدا للمغرب الحداثي الذي نبحث عنه ، أما مفهوم البوليس السياسي فهو من المفاهيم اللقيطة والدخيلة بحيث بالأمس القريب تمت فبركة هذا المفهوم الذي لم يعمر طويلا وبعده تمت فبركة مفهوم آخر وهو البنية السرية وتلك المفاهيم لا تأصيل نظري لها وبالتالي فهي مفاهيم لقيطة يتم انتاجها في الحانات (…) ولا قوة لها داخليا ولا خارجيا ولا تعمر طويلا في ساحة النقاش العمومي
ويبدو من خلال خرجات الزميل لمرابط أنه يحن إلى وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري حيث يذكر اسمه في كل مناسبة بأنه كان يلتقيه ، ويحن أيضا إلى زمنه حيث كان الناس يخشون ذكر اسمه حتى في تجمعاتهم الخاصة ، فلو ظهر مدير أمن بدولة ما بنفس طريقة الحموشي لوجدنا أن الزميل علي أول من نشر الفيديو بإعجاب ويقول للمغاربة أنظروا الى مدير أمن هاته الدولة الديمقراطية كيف يعامل الناس بشكل عادي ، لكن عندما يتعلق الأمر بدولتنا فإن علي يحول الإيجابي الى سلبي ، والسلبي الى سواد أعظم ، وهذا إن دل فإنما يدل على حقد أعمى تظل أسبابه مجهولة
لا أحد باستطاعته أن ينكر اليوم أن عبد اللطيف الحموشي هو الذي أسس لعصر الانفتاح داخل المديرية العامة للأمن الوطني بمساعدة فريق التواصل الذي يمتلك حنكة في هذا الباب ، ولا أحد باستطاعته أن ينكر حب الناس لهذا الرجل بدليل أنهم هم من يبادرون بالتقاط صور معه وبدليل أنه عندما يقع أي أحد في مشكل ما يخرج عبر فيديو ويناشده بالتدخل العاجل والفوري ويستجيب لذلك على الفور ، ولا أحد ينكر أيضا أن الحموشي هو المسؤول الوحيد الذي يقوم بحملات تطهير داخل إدارته بخلاف إدارات أخرى ويحاول جاهدا أنسنة مديرية الأمن وجعلها في خدمة المواطنين والمواطنات
من لا يرى انفتاح المديرية العامة للأمن الوطني على الشعب ولا يرى حب الناس لعبد اللطيف الحموشي ، ببصيرة سياسة وعمق في التحليل ، فإنه لا يستحق أن يكون صحافيا ولا مؤرخا ولا رجل سياسة ، لأن الأمن الوطني الى وقت قريب قبل تولي الحموشي هذا الجهاز ، كان بمثابة رعب وطني ، كان المواطن يخاف من شرطي المرور ، واليوم عندما ينفتح المدير العام لمديرية الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني على الشعب ينزعج البعض ممن في قلبوهم مرض ويريدون إرجاع المغرب إلى الوراء لغاية في نفوسهم ربما لأنهم كانوا من المستفيدين من ذلك وكانوا وحدهم من يحتكرون الاقتراب من المدراء السابقين أيام كانت لهم جرائد ورقية ، وكانوا يتمسحون بالمسؤولين للدخول إلى القصر والاستفادة من الريع وعندما تغير الزمان وتم لفظهم، لبسوا ثوب المعارضة الوهمية وبكل غرور ، فإن كانت لمثل هؤلاء ذاكرة السمك وقدرة على تزييف حقائق ما مضى والكذب على الناس طمعا في عدد الجيمات والتعليقات المليئة بالمدح ، فالتاريخ لا ينسى ويحصي كل صغيرة وكبيرة