حنان رحاب تكتب : الجهل السياسي.. صعيب تفهم “صنع في المغرب”

حنان رحاب تكتب : الجهل السياسي.. صعيب تفهم “صنع في المغرب”

- ‎فيمجتمع, واجهة
p785412
إكسبريس تيفي

حنان رحاب تكتب : الجهل السياسي.. صعيب تفهم “صنع في المغرب”

آفة الوزير التكنوقراطي الذي يحتقر السياسة، هو أنه يحاول الهروب من تحمل مسؤولية خطأ سياسي، بالفرار نحو أجوبة تقنية … حتى لو تم صبغه بلون حزبي، فهو يعتقد أن السياسة تحتاجه وهو لا يحتاجها..

وزيرة السياحة كان من الممكن أن تخرج من ورطة “رحلة تنزانيا”، بأقل الخسائر، إذا امتلكت جرأة و “دهاء” سياسيين، فاعتذرت، لا أن تموه على خطأ “تنزانيا” ب “طنزانيا” اي الطنز..
يدعي المدافعون عن الوزيرة أنها لم ترتكب ما يجرمه القانون، وأن تلك حياتها الشخصية…

– هل إذا فضل وزير النقل مثلا السفر على متن الخطوط الفرنسية عوض لارام، يكون قد ارتكب خطأ قانونيا؟
لا ، ولكنه خطأ سياسي، لأنه يعد دعاية مضادة لشركة وطنية مملوكة للدولة.

– هل إذا أجرى وزير الصحة عملية جراحية عادية له، في مستشفى خارج المغرب، يكون قد خالف القانون؟
طبعا لا، ولكن تلك فضيحة سياسية، بل وحتى أخلاقية.
ولذلك فإن المسؤول السامي عليه أن يقدم تنازلات مقابل الامتيازات التي يحصل عليها.

– هل كان يقبل مثلا من وزير الصناعة والتجارة السابق حين كان يخوض صراعا ضد إغلاق السوق الوطنية بالمنتوجات التركية على حساب المنتوج الوطني، أن يشاهد مثلا يقتني منتجات تركية عوض المغربية؟

لقد كانت هناك تعبئة من طرف الحكومة السابقة والحالية كذلك، من أجل دعم علامة: Made in morocco، وكان وزراء حزب وزيرة السياحة في الواجهة.

فهل يقبل والحالة هذه، أن تنفق أموال في الدعاية والترويج لهذه العلامة، وفي الترويج للمغرب كوجهة سياحية في الخارج، وحث المواطنين على دعم السياحة الوطنية، ثم تأتي الوزيرة الوصية على القطاع، وفي ذروة الموسم السياحي، حيث التنافس على أشده عالميا وإقليميا وقاريا، وتشد الرحال نحو جزيرة زنجبار، وتنشر صورة من هناك في قمة الانتشاء.

لا اعتقد ان التنزانيين سيجدون دعاية افضل من هذه: وزيرة سياحة بلد مراكش وجبال الأطلس والسواحل المتوسطية والأطلسية الخلابة، والصحارى الفاتنة، والآثار، والتنوع الثقافي والمعماري، تفضل جزيرة زنجبار.

لقد اعتذر وزراء في دول أوروبية وأمريكية على مجرد فاتورة عشاء بثمن مبالغ فيه في وقت الأزمة الاقتصادية.

حين يكون الوزير/ة غير سياسي، ومحاط بديوان وفريق تواصل بدوره لا يعرف لا سياسة ويعيش بعيدا عن المجتمع، فعاد أن يشتغل إما بمنطق تقني بسيط أو بمنطق الإنكار: ولو طارت معزة.

سيدتي، إذا أردت السفر حتى للمريخ، فيكفي أن تغادري وزارة السياحة ببساطة، فليس من المعقول أن تطالبي بالزبدة وثمنها.

وزير في حكومة سابقة أقام عرسا لابنته، وحين تحدثت الصحافة عن البذخ الذي رافق الحفل، خرج ببيان يقول فيه إن ما نشرته الصحافة كان مبالغا فيه، وإن الحفل كان عاديا مثل حفلات العائلات متوسطة الدخل بالبلاد، ولم “يحمر” عينيه، ويخرج كتائبه للقول: انا لم اخالف القانون، وتلك اموالي، وتلك حياتي الشخصية.
لماذا؟ لأنه سياسي، رغم أننا نختلف معه إيديولوجيا، ولكن نقر بنباهته في هذه النقطة…

ولكن، حين يصل أشخاص للحكومة دون ماض سياسي، ودون تجربة في العمل الحزبي أو الجمعوي أو النقابي، ودون مرور حتى بالانتخابات، فإنهم يتعاملون مع المنصب باستهتار، لأنهم يشعرون انهم غير مدينين للمجتمع وللمواطنات وللمواطنين، بل مدينون فقط لمن اقترحهم….

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *