الزاوية الأمغارية بتمصلوحت تنظم حفل تكريم الدكتور جمال الدين الأحمادي
إكسبريس تيفي – معاد مرفوق
بمناسبة زيارة قبائل أيت عطا على عادتهم منذ أكثر من خمسة قرون لضريح مولاي عبد الله بن احساين الأمغاري، ينظم مجلس مشيخة الزاوية الأمغارية لقاء تواصليا حول موضوع: ” تربية الإنسان أساس تنمية الأوطان “، مع تكريم الدكتور الجراح جمال الدين بن عبد السلام بن الشرقي الأحمادي.
وسيعرف هذا اللقاء التواصلي مجموعة من المداخلات لاكاديميين ومتخصصين في مجال التربية، مع فقرات صوفية من فن السماع والحضرة المصلوحية وختم دلائل الخيرات وقراءة البردة والهمزية.
وللاشارة تعد الزاوية الأمغارية بتمصلوحت، التي تبعد بعشرين كيلومترا عن مدينة مراكش وتقع في النطاق الترابي لإقليم الحوز، من أكبر أقطاب التصوف المغربي، بالنظر إلى إسهامها الكبير في نشر التصوف الإسلامي، باعتباره منبع تطهير الروح، وتكريس قيم السلام والتسامح.
وأسهمت هذه الزاوية الدينية، التي تأسست في القرن الحادي عشر، على يد الولي الزاهد الفقيه مولاي عبد الله أمغار، دفين رباط تيط، الجماعة القروية الحالية مولاي عبد الله أمغار الواقعة بإقليم الجديدة، بشكل كبير، في تشكيل التصوف المغربي، من خلال تكوين مريدين متصوفة في علوم الدين، والذين انتشروا في جميع أنحاء المغرب، من خلال إحداث “الطريقة” الخاصة بهم.
ومنذ تأسيسها، ارتقت الزاوية كقبلة مرجعية بامتياز للفقهاء والعلماء، الذين حجوا بأعداد كبيرة للتبحر في المعارف الدينية، مما مكن، لاحقا، من توسيع نفوذها وتأثيرها خارج منطقة تمصلوحت، ليبلغ صداها مراكش، وجبال الأطلس الكبير، قبل أن تصل إلى عدة مناطق بالمملكة، وحتى إلى خارج الحدود الوطنية.
ومثلت هذه الزاوية على مدى تاريخها الطويل والرائع، مكانا رفيعا ل”الوساطة”، حيث كانت القبائل تفد عليها لحل نزاعاتها وخلافاتها، إضافة إلى ذلك، ووفاء لهذا المنطق، اتخذت القرية اسم تمصلوحت (من المصالحة)، في إشارة إلى أحد الأدوار الرئيسية التي لعبتها هذه الزاوية.
وانبنت قرية تمصلوحت، التي كانت في ما مضى منطقة مهجورة وغير مأهولة، حول هذه الزاوية وتحولت لاحقا إلى واحة خضراء تعج بالسكان.