الوجه الجديد لشباب ثائر!
قراءة لما حدث في مهرجان الرباط، الذي وصف بخدش للحياء و تصرفات غير لائقة، تساءلت أولا ان كان لاي حسابات سياسية داخل الحكومة دور في التغطية الإعلامية التي تحدتث عن تجاوزات طوطو و عن دور بنسعيد وزير الاتصال فيما آلت اليه الامور….ثم عدت لاستمع إلى حوار طوطو الذي أقام الدنيا و أقعدها، ثم جاء دور البولفار ليقضي على كل تساؤلاتي….
أجل، لا احتاج التساؤل بعد الان، لان ما حدث في مهرجان الرباط، و عنف البولفار ليس إلا الوجه الجديد لشباب خانه واقع مجتمعي و لم يعلمه حتى كيف ينتفض…لنجد أنفسنا أمام صعلكة من نوع جديد.
عندما استمعت إلى طوطو، استمعت إلى جيل المغرب الجديد الذي يسعى الكل إلى التنكر اليه، ليس طوطو هو السبب! تذكروا الكوارث التي تقع بـ “قصاير ديال الشيخات” …. إن ما وقع في البولفار ناتج عن سوء تنظيم لم يأخذ بعين الاعتبار طبيعة الزوار…
“طوطو” شاب من شباب بنجدية، لم يعرف عنه الا طيبوبة و ” ضرافة” بمنطق ولاد الدرب..شاب اختار الراب للتعبير عن خوالجه، و نجح في اجتياح سوق الراب العالمية بإمتياز… تمكن من شعبية داخل ارض الوطن وهذا أن دل على شئ إنما يدل على أن شبابا يرون أنفسهم فيه، ليس طوطو من يعلمهم، بل هم من يرون أنفسهم فيه…من الناحية “الأغنية، الراب، فن شارع، فن التمرد”, و في كل بقاع العالم، الكل يعلم أن ” الغانغستا راب” الذي ظهر على يد آيس-تي وسكولي دي يتمتع بأسلوب ملئ بالعنف والحياة باللامبالاة و أن هذا النوع كان قد خلق جدلا واسعا في أمريكا عند ظهوره …و لكن، لم يتبث في اي من بقاع العالم أن ذلك الفن أنتج عنفا بقدر ما عبر عنه.
عنف البولفار، هو فقط تعبير عن عنف شباب يقتنص الفرص ليعبر عن ألمه، ليعبر عن تمرده، ليعبر عن رفضه للاقصاء و عدم الفهم! و طبعا لا تنسوا أن في هذه التظاهرات الفنية، الأمن ضرورة قصوى، ومن الواجب على المنظم الوقوف عليها، وواجب تأطير الحضور و الاستثمار في شركات أمن كما جرت العادة في المهرجانات.
حمق أن ننسب لطوطو تصرفات جيش من الشباب، نحن نعلم تماما أنه و حتى في ملاعب الكرة أو أمام أبواب المدارس يقومون بأكثر من ذلك…
ومن السذاجة أن نظن أن فن الراب هو المهيج، لأنه في الحقيقة، حتى و ان كانت أم كلثوم من ستغني و وضعناها أمام نفس الجمهور الذي غالبا ما سيكون قد استهلك كما هائلة من القرقوبي، فالنتيجة كانت ستكون نفسها، لاننا و ببساطة أمام الوجه الثائر للشباب!
لا الراب و لا طوطو كانوا سببا، و لا التنكر للاشكاليات الحقيقية سيعالج الأمر…الشباب الثائر يحتاج إلى تأطير و اعتراف.