في إطار الترافع من أجل تفعيل إصلاح مدونة الأسرة، تشهد الساحة الوطنية المغربية استمرارية عمل فدرالية رابطة حقوق النساء المرتبطبالحد من ظاهرة تزويج الطفلات، الذي يستهدف التوعية والتحسيس والترافع حول خطورة الهدر المدرسي في صفوف التلميذات وما يرتبط بهمن تزايد في نسبة تزويج الطفلات التي أضحت ظاهرة اجتماعية خطيرة بتراب جهة مراكش –آسفي.
وفي هذا السياق تذكر الفدرالية كجمعية وطنية وكمنسقة للقطب الجهوي للفاعلين من أجل المساواة منذ تاريخ 19 دجنبر 2015 بمشاركةمجلس جهة مراكش آسفي، واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان ومؤسسات متعددة، وجامعة القاضي عياض، وشبكة نساء متضامنات، وممثلينعن الصحافة الوطنية، والجهوية، والمحلية. بأن هناك عمل ميداني ودراسي وترافعي جبار قد تم القيام به منذ ذلك الحين حتى تاريخنا الحالي،وسيستمر. والذي عرى بشكل جلي عن الظاهرة من خلال قوافل جابت كل مناطق الجهة وسجلت شهادات مؤلمة حول مآسي تزويج القاصراتومخلفاتها على الفتيات اولها الحرمان من التمدرس، ناهيك عن الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية …إلخ، وقد ساهم الاشتغالالميداني الذي تمحور حول قضية تزويج الطفلات والهدر المدرسي وتحت شعارات متعددة أهمها:
− شعار: (القاصرة خاصها تقرا .. زواجها جريمة وحكرة)، بالسوق الأسبوعي لجماعة سيدي المختار، ودوار بوزركون بجماعة الرحالة، ودوارأنسا بجماعة أربعاء تيغدوين سنة 2016 – 2017.
− وشعار (إ لا كملتي قرايتك غادي تعيشي بكرامتك) بمنطقة ايت داوود بنواحي مدينة الصويرة سنة 2021.
وقد عملت هذه القوافل على إثارة الظاهرة وطرحها للنقاش العمومي، وتعرية مآسيها على المستوى الجهوي وأيضا الوطني. وقد تعززت تلكالمبادرات بتنسيقات وتحالفات مغربية قوية ضد تزويج الطفلات، ومكنت من توحيد الجهود للحد من ظاهرة العنف المبني على النوع، وتحديداظاهرة تزويج الطفلات والهدر المدرسيفي صفوف المتعلمين والمتعلمات.
كما تضمن البرنامج والذي لا يزال متواصلا مجموعة من المحاور من بينها: إنجاز دراسة حول تزويج الطفلات بشراكة مع جامعة القاضيعياض، وتنظيم قوافل تحسيسية بالجهة، وحملة ترافعية جهوية ووطنية، بالإضافة إلى حملة إعلامية في الموضوع.
وتعتبر الفدرالية هذه الدينامية بمثابة لبنات في جدار النضال المستمر والعمل الدائم الذي راكمته بمعية شبكة نساء متضامنات في مجالإقرار الحقوق الإنسانية للنساء والطفلات.
ولا زالت هذه الدينامية قائمة، حيث بلورت الفدرالية عدة ورشات تحسيسية وتربوية مبنية على أهمية التعليم والحد من الهدر المدرسي ومنتزويج الطفلات بفضاء مجموعة من المؤسسات التعليمية الابتدائية والإعدادية والثانوية بتراب الجهة، وبرحاب كلية اللغة بجامعة القاضيعياض بمراكش، واعتبرت دائما قضية تزويج الطفلات عنفا قانونيا، حيث وجب إلغاء المواد الواردة بمدونة الأسرة، والتي تسمح به في ظلالاستثناء الذي أصبح قاعدة مشرعنة لهذا الفعل المتحور لظاهرة اجتماعية مرئية وواقعة.
واذ تذكر الفيدرالية بكل ما سبق، فمن أجل المطالبة من كل من يهمهم أمر تثمين وتعزيز التراكمات النضالية والعمل الفعلي والميداني المتواصللمكونات الحركة النسائية المغربية ضمن انشغالات واستراتيجية واضحة المعالم، ولتنبه أيضا إلى عدم القفز على تلك التجارب وإلى عدمالإلتفاف على نتائجها واعتبارها واستثمارها بشكل ايجابي وواضح من قبل مختلف المؤسسات والفاعلين المعنيين والمبادرات المختلفة، ولتوضحان إلغاء تزويج الطفلات مطلب أساسي وآني، وذلك في إطار مراجعة شاملة لمدونة الأسرة بما يتلائم مع الدستور والاتفاقيات الدولية وروحالعصر والتحولات المجتمعية الراهنة.