نجيبة جلال .. هل المغرب يتجه الى صناعة أصنام الصحافة ؟

نجيبة جلال .. هل المغرب يتجه الى صناعة أصنام الصحافة ؟

- ‎فيمجتمع, واجهة
0
IMG 20240709 WA0003
إكسبريس تيفي

اكسبريس تيفي: باحدة عبد الرزاق

في تحليل مفصل للوضع الراهن في قطاع الصحافة المغربي، سلطت صباح اليوم الصحفية نجيبة جلال، مديرة نشر اكسبريس تيفي، الضوء على تطورات مثيرة للقلق تهدد مستقبل المشهد الإعلامي في البلاد، وذلك خلال سلسلة حلقات “شن طن”  المباشرة على اليوتوب، وبدأت جلال بالإشارة إلى أهمية تنظيم قطاع الصحافة بالنسبة لكل المواطنين، سواء داخل الوطن أو خارجه.

وتعود جلال بالذاكرة إلى فترة جائحة “كوفيد-19″، حيث شهد القطاع انقساماً كبيراً. ففي الوقت الذي كانت فيه الدولة منشغلة بمواجهة الأزمة الصحية والاقتصادية، حدث ما أطلق عليه “غزوة الرباط”. حيث انقسمت الفيدرالية الوطنية للإعلام والاتصال، أقدم هيئة للناشرين، وخرج بعض الصحافيين منها ليؤسسوا جمعية الناشرين، وتتساءل جلال عن سبب عدم لجوء هؤلاء الأعضاء إلى إجراء انتخابات داخل الفيدرالية لتغيير قيادتها بدلاً من الانشقاق وتأسيس كيان موازٍ.

وتشير الصحفية إلى أن هذا الانقسام حدث في ظروف غير ملائمة، مستغلاً انشغال الدولة بمواجهة الجائحة. وقد أدى ذلك إلى تقسيم الدعم الذي كان مخصصاً للفيدرالية بين الكيانين، مما أضعف القطاع ككل.

وتنتقل جلال للحديث عن اللجنة المؤقتة التي تم تشكيلها لتنظيم القطاع بعد انتهاء ولاية المجلس الوطني للصحافة، وتشير إلى أن هذه اللجنة، لم تتحرك بشكل فعال لمعالجة المشاكل العالقة في القطاع، بما في ذلك قضية البطائق المهنية للصحافة.

وتكشف جلال عن تطور مثير للقلق، حيث قامت اللجنة المؤقتة مؤخراً بتقديم خلاصاتها للوزارة الوصية دون التشاور مع النقابات والهيئات المهنية كما كان متفقاً عليه سابقاً، وترى أن هذا الغموض يثير الشكوك حول نوايا اللجنة ومضمون مقترحاتها لتنظيم القطاع.

وتحذر الصحفية بشدة من خطورة التوجه نحو تركيز ملكية وسائل الإعلام في أيدي عدد محدود من أصحاب رؤوس الأموال، وتشرح كيف أن غياب التعددية الإعلامية وسيطرة رؤوس الأموال على القطاع قد يؤدي إلى احتكار المعلومات، والحد من التنوع، وتضارب المصالح، واستخدام الإعلام لخدمة أجندات خاصة على حساب المصلحة العامة.

وتستشهد جلال بتجارب من دول أخرى لتوضيح خطورة هذا التوجه: فتذكر تجربة “سيلفيو برلسكوني” في إيطاليا، حيث أدت سيطرة عائلته على العديد من وسائل الإعلام إلى اتهامات باستخدامها للترويج لأجندته السياسية والشخصية، وتشير أيضاً إلى تجربة “نبيل القروي” في تونس، الذي استخدم قناته التلفزيونية لدعم حملته الرئاسية، مما أثار جدلاً حول تضارب المصالح، كما تذكر تجربة رجل الأعمال المصري “أحمد أبو هشيمة”، الذي سيطر على جزء كبير من المشهد الإعلامي في مصر، مما أثار مخاوف من استخدام هذه المنابر لدعم الحكومة وخدمة مصالحه الخاصة.

وتوجه جلال رسالة قوية إلى المسؤولين، وعلى رأسهم فوزي لقجع، محذرة من خطورة خلق “أصنام إعلامية” تتحكم في المشهد الإعلامي، وتؤكد أن هذا التوجه يتعارض مع الاختيار الملكي والدستوري للتعددية، ويهدد بوضع مصير الرأي العام في أيدي عدد محدود من الأشخاص.

وتدعو الصحفية إلى دعم المقاولات الصغرى في القطاع الإعلامي بدلاً من تركيز الدعم على عدد محدود من المؤسسات الكبرى، وتشير إلى أن تجربة الدعم السابقة أظهرت محدودية الاستثمار في تطوير الممارسة الصحفية، حيث توجه جزء كبير من الأموال نحو استثمارات خارج القطاع.

وفي سياق متصل، تنتقد جلال تعامل المجلس الوطني لحقوق الإنسان مع قضايا التشهير بالصحفيين. وتشير إلى أن المجلس اقتصر على ذكر بعض الحالات دون الإشارة إلى حالات أخرى تعرضت للتشهير والمضايقات، بما في ذلك حالتها الشخصية، وتثمن في هذا الإطار موقف نقابة الصحفيين التابعة للاتحاد المغربي للشغل، وعلى رأسها الزميل توفيق النديري، التي عبرت عن تضامنها مع الصحفيين المتضررين.

وتختتم جلال تحليلها بالتأكيد على ضرورة الحفاظ على استقلالية الإعلام وتعدديته، وتحذر من خطورة خلق “ملوك” جدد في القطاعات على حساب المؤسسات الدستورية والديمقراطية في البلاد، وتدعو إلى ضرورة فهم هذه الرسالة من قبل المسؤولين والمعنيين بتنظيم قطاع الصحافة في المغرب، مؤكدة أن مستقبل الديمقراطية والتنمية في البلاد مرتبط بشكل وثيق بوجود إعلام متعدد وقادر على أداء دوره في خدمة المصلحة العامة.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *