ربع قرن من البناء: كيف غيرت مشاريع الملك محمد السادس البنية التحتية في المغرب؟

ربع قرن من البناء: كيف غيرت مشاريع الملك محمد السادس البنية التحتية في المغرب؟

- ‎فيمجتمع, واجهة
img 1721578611333
إكسبريس تيفي

باحدة عبد الرزاق

بمناسبة مرور ربع قرن على اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله العرش العلوي الشريف، نستحضر بفخر واعتزاز الإنجازات العظيمة والتطورات الهائلة التي شهدها المغرب تحت قيادة جلالته الحكيمة، لقد كان استثمار المغرب في البنية التحتية أحد أبرز المعالم التي ميزت فترة حكم الملك محمد السادس، حيث ركز جلالته على تطوير البنية التحتية للطرق والسكك الحديدية والنقل الجوي.

خلال هذه الفترة، تضاعف معدل نمو الاقتصاد المغربي، مما أسهم في خلق الثروة والفرص لجميع المغاربة، وتتجلى رؤية جلالة الملك في اعتماد نهج تشاركي وموجه نحو تلبية احتياجات شعبه، حيث تم تنفيذ مشاريع ضخمة تناسب الظروف والمتطلبات الفعلية للمغاربة، وقد أسفر هذا النهج عن تسريع كبير في الاستثمارات التي تركزت على المشاريع الكبرى، التي لا تقتصر على خلق فرص عمل جديدة فقط بل تضيف قيمة هامة للاقتصاد الوطني.

تُعد الطرق الوطنية من العناصر الأساسية في بنية النقل بالمغرب، حيث تساهم في ربط مختلف مناطق البلاد وتعزيز التجارة وحركة الأفراد، مما ينعكس إيجاباً على التنمية الاقتصادية، ولم يدخر جلالة الملك جهداً في تحسين وتوسيع شبكة الطرق الوطنية لتعزيز الوصولية والتنقل في جميع أنحاء البلاد، مع التركيز على تحسين السلامة المرورية وتقليل أوقات الرحلات، كما أن الطرق السريعة تلعب دوراً حيوياً في الربط بين المدن، حيث وفرت طرقاً سريعة وآمنة لنقل البضائع والأشخاص، وساهمت في تقليل الازدحام المروري وتحسين الكفاءة اللوجستية، فبفضل جهود جلالة الملك، زادت شبكة الطرق السريعة من 80 كيلومتراً في عام 1999 إلى 1800 كيلومتر في عام 2023، مع خطة لبلوغ 3000 كيلومتر بحلول عام 2030، تزامناً مع تنظيم كأس العالم.

تجسد خطوط القطار الفائق السرعة تقدماً نوعياً في قطاع النقل المغربي، هذه الخطوط توفر بديلاً سريعاً وفعالاً لوسائل النقل التقليدية، مما يعزز الاتصال بين المدن الكبرى ويحفز التنمية الإقليمية، بفضل استثمارات جلالة الملك في البنية التحتية للسكك الحديدية عالية السرعة، تحسن تنافسية المغرب على المستوى الدولي، وتم تقديم حلول نقل مستدامة وصديقة للبيئة، وقد دشن جلالة الملك ورشة صيانة القطارات السريعة في طنجة في سبتمبر 2015 بحضور الرئيس الفرنسي، مما يعكس الأهمية الكبرى التي يوليها جلالته لهذا المشروع الضخم، والذي بلغت تكلفته 20 مليار درهم.

فيما يتعلق بالنقل الجوي، شهدت الخطوط الملكية المغربية تطوراً كبيراً خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، حيث توسعت لتغطي الوجهات العالمية الرئيسية، وضمن السياسة الإفريقية لجلالة الملك، حققت الشركة صعوداً سريعاً في القارة الإفريقية، حيث افتتحت عشرات الخطوط الجديدة لتعزيز التواصل والتبادل الثقافي والاقتصادي بين المغرب والدول الإفريقية.

لم تكن البنية التحتية للموانئ أقل أهمية، حيث يعد ميناء طنجة المتوسط من أهم الموانئ في إفريقيا ومنصة لوجستية استراتيجية للتجارة الدولية، بفضل استثمارات جلالة الملك، أصبح هذا الميناء محوراً رئيسياً يعزز تنافسية المغرب ويحفز التجارة الدولية، بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق مشروع ميناء الداخلة في الصحراء المغربية، الذي يهدف إلى تطوير البنية التحتية في هذه المنطقة الاستراتيجية، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، واستغلال الموارد الطبيعية للمنطقة.

أما ميناء الناظور غرب المتوسط، فقد تم تطويره ليكون جزءاً من الاستراتيجية الوطنية للموانئ، مما يعزز البنية التحتية اللوجستية في المنطقة الشرقية من المملكة، هذا الميناء الجديد سيخدم عدة أنشطة رئيسية، مما سيساهم في تلبية الاحتياجات الوطنية والإقليمية، ويعزز من موقع المغرب كبوابة للتجارة العالمية.

تجسد هذه الإنجازات العظيمة رؤية جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وحكمته في قيادة المملكة نحو مستقبل مشرق، إن الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية وتحسين وسائل النقل المختلفة تعكس التزام جلالته بتحقيق التنمية الشاملة والازدهار المستدام لجميع المغاربة، ونحن نحتفل بمرور ربع قرن على اعتلاء جلالته العرش، ندعو الله أن يحفظه ويوفقه لمزيد من العطاء والإنجازات، ويظل دائماً رمزاً للقوة والبناء والنهضة في وطننا الحبيب.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *