أثارت الخرجة الاخيرة لليوتبر هشام جيراندو موجة كبيرة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشره لمغالطات خطيرة تمس بالمؤسسات الأمنية المغربية، وتستهدف بشكل مباشر ياسين المنصوري مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات، موجها اليه اتهامات خطيرة لا أساس لها من الصحة.
جيراندو مغرر به اخر، من قبل أطراف لها مصالح خاصة في زعزعة استقرار المؤسسات الأمنية المغربية، فحسب الاعلامية شامة درشول فإن هذا الاخير تم التغرير به من أحد الموظفين السابقين في جهاز “لادجيد” والذي غادر المغرب غاضبا، فالإشاعات حول وجود خلاف بين ياسين المنصوري وعبد اللطيف الحموشي لا أساس لها من الصحة، وهي محاولة مكشوفة لضرب الثقة في قيادات الأجهزة الأمنية.
من المهم أن ندرك أن التنافس الشريف بين الأجهزة الأمنية أمر طبيعي وصحي، ولا يعني بالضرورة وجود صراع أو خلاف، فكما هو الحال في الولايات المتحدة بين وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن التنافس بين الأجهزة الأمنية المغربية يصب في مصلحة الأمن القومي للبلاد.
من الواضح أن هناك محاولات لتشويه سمعة المسؤولين الأمنيين من خلال نشر معلومات مضللة عن حياتهم الشخصية، لكن الحقيقة هي أن العلاقات الشخصية لا علاقة لها بالمهام الوظيفية، خصوصا مسألة الطلاق التي أشار لها جيراندو بين الزميل محمد خبشي مدير جريدة برلمان.كوم وشقيقة زوجة ياسين منصوري، فهذا الانفصال لم يفسد لصداقتهما ودا، بل ظلا صديقين تماما كما كانا قبل المصاهرة.
خروج جيراندو بهذه التصريحات المثيرة للجدل، ما هو الا محاولة استباقية للتغطية على تورطه المحتمل في قضايا أخرى، خصوصا تلك المتعلقة بنشر خبر اعتقال محمد متزكي بسبب قضايا مخدر الكوكايين، حيث خرج يبرئ مساهمته في هذه التجارة غير المشروعة كإجراء استباقي مخافة إقحامه بدوره في قضايا المخدرات، فالتحقيقات التي كشفت عن ممارسات النصب والاحتيال والابتزاز تلقي بظلال من الشك حول مصداقية تصريحاته.
واجب على الجميع اليوم، خصوصا نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام أن تتحرى الدقة والموضوعية في نقل الأخبار، وألا تنجر وراء الإثارة على حساب المصلحة الوطنية، فإن استقرار المؤسسات وتماسكها هو صمام أمان للوطن، ومن واجب الجميع الحفاظ على هذا الاستقرار ومواجهة كل محاولات زعزعته، سواء كانت من الداخل أو الخارج، فالأمن الوطني للمغرب فوق كل اعتبار، ويجب أن يظل الهدف الأسمى لكل المؤسسات والأجهزة الأمنية.