باحدة عبد الرزاق
شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بعين شق في مدينة الدار البيضاء حدثا استثنائيا يتمثل في تخرج الفوج الأول من شعبة التواصل والتحول الرقمي. هذا الحدث الفريد من نوعه لم يكن مجرد حفل تخرج عادي، بل كان بمثابة نافذة على مستقبل التعليم والتكنولوجيا في المغرب.
تميز الحفل بعرض مجموعة من المشاريع الطلابية المبتكرة التي سلطت الضوء على كيفية توظيف التكنولوجيا الحديثة في تحسين التواصل وتطوير الأدوات الرقمية. لكن ما خطف الأنظار حقًا كان الشخصية الافتراضية المولدة بالذكاء الاصطناعي، والتي قامت بتقديم الحفل بأكمله. هذه الشخصية، التي طورها طلبة الشعبة أنفسهم، أظهرت قدرة مذهلة على التفاعل وتقديم المعلومات بدقة، مما أثار إعجاب الحضور وأكد على المستوى المتقدم من المهارات التي اكتسبها الطلاب خلال دراستهم.
وفي تصريح لأحد الطالبات، قالت: “قدرنا أن ندير واحد “الأفاتار” الذي سيقدم هذا الحفل كامل، وهذا بفضل هذه الشعبة وما تعلمناه منها.” هذا التصريح يعكس الفخر والثقة التي اكتسبها الطلاب من خلال دراستهم في هذا التخصص الجديد.
طالب آخر عبر عن مشاعره قائلاً: “إنه يوم استثنائي وأنا سعيد بالحصول على الدبلوم. أشكر جميع الأساتذة والأطر الذين ساعدوني هذه السنة، رغم أنها كانت سنة صعبة لأننا أول دفعة من هذا التخصص.” هذه الكلمات تسلط الضوء على التحديات التي واجهها الطلاب كونهم الرواد في هذا المجال، وكذلك على الدعم الذي تلقوه من الهيئة التدريسية.
المشاريع المعروضة في الحفل لم تقتصر على الشخصية الافتراضية فقط، بل شملت أيضًا منصات تعليمية مبتكرة وتطبيقات رقمية متطورة. هذه المشاريع أكدت الدور المحوري الذي سيلعبه خريجو هذه الشعبة في دفع عجلة التقدم التكنولوجي في المغرب نحو آفاق جديدة.
وبدوره أفاد الدكتور عبد الإله براكسة، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بعين الشق: “هذا يوم عيد بالنسبة لنا، ويوم عيد أيضًا للمخطط الوطني لتحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، لأن هذا التكوين يعطي فرصة للطلبة لتأهيلهم لسوق العمل.” هذه الكلمات تؤكد على أهمية هذا البرنامج في سياق الجهود الوطنية لتطوير التعليم العالي وربطه باحتياجات سوق العمل.
من جانبها، أضافت الدكتورة هدى ابيلو، أستاذة باحثة في الكلية: “إطلاق هذه المسارات المتميزة يمثل فرصة حقيقية للطلبة في الكليات والمؤسسات ذات الدخول المفتوح. إذ يتيح لهم الانتقال المباشر إلى الماجستير، كما يتيح لهم الحصول على تكوينات مبتكرة ومغايرة كليًا عن التخصصات والبرامج المقدمة في إطار التكوينات التقليدية.” هذا التصريح يسلط الضوء على الفرص الجديدة التي يفتحها هذا التخصص أمام الطلاب، خاصة في مجال الدراسات العليا.
إن تخرج هذه الدفعة الأولى من شعبة التواصل والتحول الرقمي يمثل أكثر من مجرد إنجاز أكاديمي. إنه خطوة جريئة نحو مستقبل مشرق، يشكل فيه التواصل والتحول الرقمي اللبنة الأساسية لبناء مجتمع رقمي متكامل ومتقدم. هؤلاء الخريجون هم طلائع جيل جديد من المتخصصين القادرين على قيادة التحول الرقمي في المغرب، والمساهمة في تطوير اقتصاد المعرفة وتعزيز مكانة البلاد في عصر التكنولوجيا المتسارع.