نجيبة جلال
بعد مرور عام كامل على زلزال الحوز المدمر الذي راح ضحيته أكثر من 2960 شخصا ودمر المباني السكنية والطرق، وجد أعداء الوطن في هذا الحادث فرصة ثمينة للركوب عليه والنيل من النظام المغربي، بدافع الحسد واستهداف المؤسسة الملكية التي لا تكف قنواتهم عن مناقشة إنجازاتها على مختلف الأصعدة، متمنين لو كانوا مثل المغرب ولهم مسؤولون أكفاء كما لدينا.
تعد دنيا فيلالي من بين أنكر الأصوات التي تطاولت على مؤسستنا الملكية. عبرت عن زيفها من خلال منصة “مجلة ميم”، التي تدار من تركيا والمعروفة بتقاربها مع “الإعلام الإخواني”. فيلالي ادعت كذبا وبهتانا أن جلالة الملك استغل الزلزال لجمع مليارات الدولارات. بينما الحقيقة التي تحاول إخفاءها هي أن جلالة الملك استغل الزلزال ليظهر لأعدائنا مبادئ الوحدة الوطنية والتلاحم الراسخ بين الملك والشعب.
فيلالي، التي تظن نفسها صحافية، ليس لديها من صفات الصحافة إلا الاسم فقط. هي في الحقيقة مثل العاهرة التي تسترزق من بيع جسدها، فقد باعت ضميرها ومهنتها مقابل حفنة من الدولارات. ادعت أن أرقام القروض والإعانات هي دليل إدانة، وهذا يكشف عن افتقارها لمهارات الصحافة. لم تكلف نفسها عناء البحث في أسباب تأخر تسليم رخص البناء وإنجاز المشاريع، بل وتجاهلت تماما وعورة تضاريس منطقة الحوز المنكوبة. الوصول إلى الدواوير عبر السيارة في أحسن الأحوال يتطلب ساعات طويلة، فما بالك بإعادة بناء وتجهيز المناطق المتضررة.
بما أن السخيفة فيلالي لم تكلف نفسها عناء البحث، سنقدم لها المعلومات التي تحتاجها. من بين المعيقات التي ساهمت في تأخير إنجاز المشاريع هي صعوبة التضاريس الجبلية، وتمركز الدواوير في مناطق يصعب وصول الآليات إليها، مما عرقل إزالة الركام من المنازل المهدمة، وأيضا صعوبات واجهت الخبراء والمهندسين في دراسة البنية الجيولوجية للمناطق المنكوبة، مما أدى إلى تأخير إصدار رخص البناء.
يبدو أن فيلالي لم تطلع على التقرير الأخير للحكومة حول مستجدات مشروع إعادة بناء المناطق المتضررة من زلزال الحوز، الذي يعد الأعنف في تاريخ المملكة. فقد كشفت الحكومة عن نتائج تدخلها لعلاج آثار الزلزال خلال العام الفائت، مشيرة إلى أنه تم إصدار أكثر من 55 ألف ترخيص لإعادة البناء، وتحقيق تقدم في إنجاز 42,632 منزلا. كما استفادت 57,805 أسر من دفعات مالية تقدر بمليوني سنتيم، مع تأكيد استفادة 97% من الأسر المتضررة من المساعدات.
أكد المسؤولون الجماعيون عن أهمية تجاوز مجموعة من العقبات مثل إزالة الركام والحصول على الرخص، بالإضافة إلى الصعوبات المرتبطة بـ “وعورة التضاريس”. وقد لوحظ تقدم كبير في الأعمال، حيث تجاوزت نسبة التقدم 50%. صرح عبد الرحيم مجرى، رئيس جماعة إداوكماض، بأن نسبة تسليم الرخص وصلت إلى 80%، مما يمهد الطريق لمزيد من الأسر للانتقال إلى بيوتهم الجديدة. كما أكد إمكانية تحقيق تقدم ملحوظ في المشاريع خلال الأشهر القليلة القادمة.
في جماعة أوناين، ذكر الرئيس رضوان المغراني أن هناك تقدما في نسبة البناء، إلا أن هناك مشاكل في إزالة الركام مما أثر على سرعة العمل، خاصة في المناطق ذات التضاريس الوعرة. وأكد إبراهيم كوشك، رئيس جماعة أغواطيم، أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، حيث تم بناء أجزاء من الطابق السفلي، وتوقع أن يصل التقدم في الإسكان إلى نحو 50% في الأشهر القادمة.
إضافة إلى ذلك، استفاد السكان المتضررون من مبلغ 2500 درهم شهريا طيلة هذه السنة. كل هذه الجهود التي أكدت صحتها قناة الجزيرة من عين المكان، تحاول فيلالي نسفها في سطرين يتضمنان ادعاءات زائفة وهجوما غايته أبعد من مصلحة سكان الحوز في الحصول على السكن. لماذا لا تتحدثين، أيتها السخيفة، عن أجندتك المعادية للمغرب؟ الحقيقية الباهرة هي أنك تستغلين مأساة سكان الحوز للنيل من النظام الحاكم في المغرب، سعيا وراء بضع دولارات من أسيادك.
ويبقى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله شوكة في حلق خصوم وحدتنا الترابية بإنجازاته المبهرة وإصلاحاته الحقوقية الجريئة والفريدة من نوعها في العالم العربي. مثل هذه التدوينات والخرجات تبقى مجرد فقاعة تتلاشى في سماء وسائل التواصل الاجتماعي، بينما الحقيقة ثابتة ويشيد بها الإعلام الدولي وكل من يزور وطننا الحبيب.