متابعة
تستعد مراكش لاحتضان أشغال المؤتمر الوزاري العالمي الرابع للسلامة الطرقية خلال الفترة من 18 إلى 20 فبراير 2025، وذلك بتنظيم مشترك بين الحكومة، ممثلة في وزارة النقل واللوجستيك، ومنظمة الصحة العالمية، حيث ستحمل النسخة الجديدة من المؤتمر شعار “طريق واحد، عالم واحد، لنلتزم من أجل الحياة”، فيما يرتقب أن تجمع القمة قادة العالم لتسريع العمل نحو تحقيق الهدف المتعلق بالسلامة الطرقية ضمن أهداف التنمية المستدامة، والمتمثل في خفض وفيات الطرق العالمية إلى النصف بحلول 2030.
ويرتقب أن يعرف المؤتمر الوزاري العالمي الرابع للسلامة الطرقية حضور أكثر من 2500 مشارك من 193 بلدا، ومساهمة 260 متحدثا على مدى ثلاثة أيام، على رأسهم محمد عبد الجليل، وزير النقل واللوجستيك، والدكتور تيدروس أدحانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، وجون تود، الكاتب العام الأممي، المبعوث الخاص للسلامة على الطرق بالأمم المتحدة.
ويراهن المشاركون في الحدث على استغلال الفرصة من أجل إجراء تقييم للتقدم المحرز على مستوى خطة عمل الأمم المتحدة من أجل السلامة الطرقية 2021-2030، مع خمس سنوات فقط لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما سيناقشون تحديد الأولويات، وتبادل المعرفة، وتعزيز التحالفات، ودفع الالتزامات والإجراءات لمنع الوفيات والإصابات الخطيرة على طرق العالم.
وسيضم المشاركون وزراء ورؤساء وكالات السلامة على الطرق الوطنية ومسؤولين حكوميين وممثلين عن السلطات على جميع المستويات، بالإضافة إلى البرلمانيين وخبراء الأمم المتحدة والمجتمع المدني، وكذا مجال المال والأعمال والأوساط الأكاديمية والقطاعات ذات الصلة الأخرى.
وسيحاول المؤتمر في نسخته المقبلة استثمار المكتسبات المحققة في المؤتمرات الوزارية السابقة للسلامة على الطرق، التي عقدت في الاتحاد الروسي (2009)، البرازيل (2015)، والسويد (2020)، حيث أسفرت عن أهداف وإجراءات وتعاون دولي حاسم لتقليل الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق.
ويوجه اختيار المغرب لاستضافة المؤتمر الوزاري العالمي الرابع للسلامة الطرقية رسالة قوية إلى المجتمع الدولي، من أجل التحلي بالمسؤولية ونشر الوعي بالمشكل العالمي المتمثل في السلامة الطرقية، خصوصا بالقارة الإفريقية التي تسجل أعلى معدل سنوي للوفيات على الطرق. كما يؤكد هذا الاختيار مكانة المملكة كدولة رائدة تعمل على جعل السلامة الطرقية أولوية وطنية وإقليمية ودولية.
يشار إلى أن السلامة الطرقية تعتبر أولوية وطنية وتحظى بالرعاية الملكية السامية، حيث شهدت عدة إصلاحات مؤسساتية عميقة، خصوصا مع إحداث الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية “نارسا” في 2020.
وعمل المغرب مع البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية على تنظيم المنتدى الإفريقي الأول للسلامة الطرقية سنة 2018 في مراكش، بعد استضافته لأشغال المؤتمر العالمي الرابع للجمعيات النشيطة في مجال السلامة الطرقية سنة 2015 مع منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للمنظمات غير الحكومية، إلى جانب مساهمته داخل منظمة الصحة العالمية في تنظيم المؤتمر الوزاري العالمي الثالث بستوكهولم سنة 2020.