أكدت رئيسة المجلس الجماعي لمدينة الرباط، فتيحة المودني، أن تتويج المدينة بالجائزة الشرفية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية 2024 يعد اعترافا بطابع الإدماج والاستدامة الذي يميز عاصمة المملكة المغربية.
وأبرزت المودني، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الجائزة المرموقة، التي تم منحها مؤخرا بمناسبة تخليد اليوم العالمي للإسكان بكيريتارو في المكسيك، يمثل اعترافا بوجاهة برنامج “الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية”، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتكافئ هذه الجائزة المدن التي حققت منجزات استثنائية في ما يتصل بالتنمية الحضرية وأسهمت بشكل ملموس في تحسين جودة حياة ساكنتها.
وقالت رئيسة المجلس الجماعي لمدينة الرباط إن “هذا التتويج الدولي هو تأكيد على نجاح برنامجنا الرباط، مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية، الذي يرسم التزامنا تجاه التنمية المستدامة، والاندماج الاجتماعي، مع الحفاظ على تراثنا الثقافي الغني”.
واستعرضت، في هذا الصدد، نتائج برنامج “مدن بدون صفيح”، المبادرة الرائدة التي أحدتث تحولا في المشهد الحضري، مسلطة الضوء أيضا على أولويات التنمية الحضرية من قبيل إعادة تهيئة الفضاءات العمومية، وإنشاء 175 ملعبا للقرب تشمل جميع الأصناف الرياضية، ومسبحا بلديا ضخما، إلى جانب إعادة تأهيل المدينة العتيقة والمآثر التاريخية.
وأوضحت المودني أن هذه المشاريع تسعى إلى إدماج جميع الفئات الاجتماعية وجعل الرباط مثالا يحتدى به قاريا ودوليا، مع الأخذ بعين الاعتبار الفئات الهشة، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمرأة والشباب.
كما تم الاعتراف بالدينامية الثقافية للرباط، حيث أصبحت مركزا للفنون والثقافة على الصعيد القاري والعالمي.
وفي هذا السياق، لفتت المودني إلى أنه تم “ترميم وإعادة إحياء العديد من المواقع التاريخية، وكذا إطلاق مهرجانات ثقافية متنوعة، إلى جانب دعم المبادرات التي تعزز تراثنا وإبداعنا المعاصر”، مذكرة بأن اختيار الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية لعام 2022، وكذا عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، يؤكد مكانتها كقطب ثقافي.
وذكرت بأن جائزة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية 2024 تنضاف إلى الجائزة المتوسطية للتميز التي منحتها جمعية الصحفيين المتوسطيين، وذلك نظير التزام مدينة الرباط بالاندماج الاجتماعي والثقافي.
وتستعد مدينة الرباط لاستضافة مجموعة من التظاهرات الرياضية الكبرى، ويتعلق الأمر بكأس الأمم الإفريقية 2025، والنسخ الخمس المقبلة من نهائيات كأس العالم للسيدات لفئة أقل من 17 سنة، وكذا كأس العالم 2030.
وأكدت أن “هذه التظاهرات، إلى جانب مشاريع التوسع السياحي، تعزز مكانتنا كوجهة متميزة للسياحة والرياضة”، مشيرة إلى أن مشاريع التنمية متواصلة مع إعادة تأهيل المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، والمركب الرياضي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، إلى جانب توسيع العرض السياحي، بما يشمل المؤسسات الفندقية الجديدة.
وفي معرض جوابها على سؤال تحويل الرباط إلى مدينة ذكية، أكدت المودني على أهمية الارتقاء بعاصمة المملكة إلى هذه المكانة لجعلها قادرة على الاستجابة لتحديات العصر.
وأوضحت المودني أنه يتم الاشتغال “على تطوير تطبيقات هاتفية ستتيح المواكبة والتدبير الآني للخدمات الحضرية، وبالتالي تحسين الفعالية والاستدامة”، مبرزة أن هذه المبادرات تشمل استخدام الطاقة المتجددة وإعادة استخدام المياه العادمة لسقي المساحات الخضراء، مع الطموح مستقبلا بتحلية مياه البحر.
وخلصت إلى أن الرباط تمتلك، بهذه المبادرات، كل المقومات التي تمكنها من منافسة كبريات العواصم العالمية، تماشيا مع رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس.