“انتهاك حرمة القضاء-حين تتحول قاعة المحكمة إلى ساحة تهديدات وتجاوزات”

“انتهاك حرمة القضاء-حين تتحول قاعة المحكمة إلى ساحة تهديدات وتجاوزات”

- ‎فيمجتمع, واجهة
IMG 5962
إكسبريس تيفي

إكسبريس تيفي: مصطفى الفيلالي 

 

في مشهد يثير الاستنكار والاستهجان، شهدت إحدى قاعات المحكمة التجارية بالدار البيضاء واقعة غير مسبوقة في صفوف هيئة الدفاع؛ إذ ظهر محامٍ، بدل أن ينصاع لأخلاقيات مهنته ويراعي حرمتها، يوجه تهديدات صريحة لزملائه بعبارات غير لائقة مثل “دابا تشوف شنو غادي ندير ليك”. هذا السلوك، الذي تجاوز كل حدود الاحترام المهني، يعكس تجاهلاً واضحاً للقوانين التي تحمي حرمة مهنة المحاماة وتصون كرامة كل من يمارسها.
وبحسب المادة 60 من القانون المنظم لمهنة المحاماة، فإن كل من يسب أو يقذف أو يهدد محامياً أثناء أدائه لواجبه المهني، يقع تحت طائلة القانون الجنائي. وتحديداً، يعاقب الفصل 263 من القانون الجنائي المغربي على مثل هذه الانتهاكات بعقوبة الحبس من شهر إلى سنة، مع غرامة مالية تصل إلى خمسة آلاف درهم. وتأتي هذه العقوبات لحماية كرامة وشرف رجال القضاء والمهن القانونية، باعتبارهم ركناً أساسياً في تحقيق العدالة وصون الحقوق.
ما حدث ليس مجرد خرق للقانون، بل هو تعدٍ على المبادئ التي تأسست عليها مهنة الدفاع. هذه المهنة، التي يفترض أن تجسد النزاهة والعدالة، لا يمكن أن تكون رهينة لأفعال غير مسؤولة تأتي من أفراد يحولون ساحات العدالة إلى مسرح تهديدات ومساومات. إن الانصياع للقانون ليس خياراً في هذه المهنة، بل هو واجب.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *