متابعة
تم أمس الأحد بالصويرة، تتويج العديد من منتجات الصناعة التقليدية المبتكرة وذلك في ختام الدورة الثالثة لمسابقة “Designathon” التي تحتفي بالابتكار والصناعة التقليدية والتنمية المستدامة.
وجمعت هذه المسابقة، التي نظمها المركز الدولي للأبحاث وتنمية القدرات، بشراكة مع مؤسسة فريدريش نومان والمديرية الإقليمية للصناعة التقليدية بالصويرة، أزيد من 60 حرفيا من عدة جماعات تابعة لإقليم الصويرة، والذين تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، لتصميم منتجات مبتكرة وعملية وقابلة للتسويق ومحترمة للبيئة.
وخلال هذه الدورة تنافست المجموعات المشاركة على مدى أربعة أيام، من أجل تصميم منتجات تدمج الطابع المعماري العريق لمدينة الرياح، من خلال الاستخدام الحصري للمواد المعاد تدويرها أو مواد أولية طبيعية متاحة محليا.
وعادت المرتبة الأولى للطيفة أزغي لمنتوجها المبتكر والمحترم للبيئية، والمرتبة الثانية لهلال خالد اعترافا بما أبان عنه من إبداع ومستوى تقني في تصميمه، في حين منحت المرتبة الثالثة لفاطمة الزهراء أيت وادا على تصميمها الذي مزج بين الأصالة والاستدامة واحترام التقاليد الحرفية.
وفاز بجائزة فئة “الدك الصويري” التي تم ادراجها لأول مرة خلال هذه الدورة، فاطمة الزهراء أيت وادا وفوزية الراجي وأميمة بوطار، وهم ثلاثة شباب يتلقون تكوينهم في هذه المهنة بالمركب المندمج للصناعة التقليدية “أركانة”.
وتتوج هذه الجائزة جهودهم المتميزة في تعلم هذا التراث الثقافي اليهودي -الأمازيغي الذي يجسد تفرد وجودة الحلي بالصويرة.
وأبرز المدير الإقليمي للصناعة التقليدية، مصطفى بوركبة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهذه المناسبة، أن هذه المبادرة تندرج في إطار استراتيجية التنمية المستدامة لإقليم الصويرة، وتشكل فرصة حقيقية للحرفيين لتعزيز معارفهم التقليدية والتكيف مع المتطلبات الجديدة للسوق.
وهنأ بورقبة المشاركين على جودة إبداعاتهم والتزامهم بإدماج الممارسات الصديقة للبيئة، مؤكدا أن هذا النوع من المسابقات يساهم في تعزيز القدرة التنافسية للصناعة التقليدية بالصويرة على المستوى الوطني والدولي.
من جانبها، نوهت رئيسة المركز الدولي للأبحاث وتنمية القدرات، خلود كاهيم، بمستوى الإبداع والابتكار الذي أظهره الحرفيون خلال هذه المسابقة، مشيرة إلى أن جودة المنتجات المقدمة تعكس المهارة الكبيرة للصناع التقليديين بالصويرة على الجمع بين الخبرة التقليدية والحداثة، مع احترام مبادئ التنمية المستدامة.
وأعربت في هذا الصدد، عن اعتزازها بالأثر الإيجابي لهذه المبادرة، التي “لا تعزز الحفاظ على التقاليد الحرفية فحسب، بل تشجع أيضا الحرفيين على الانخراط بنشاط في الانتقال الطاقي وحماية البيئة”.
من جانبهم، أكد العديد من المتوجين والمشاركين على أهمية هذه المسابقة، التي يعتبرونها “فرصة ثمينة لتثمين ابداعاتهم وخبرتهم مع إدراكهم التام للتحديات البيئية المعاصرة”.
وتوخت هذه التظاهرة، المنظمة تحت شعار “الصناعة التقليدية في سياق التحولات الطاقية”، تسليط الضوء على قدرة الصناعة التقليدية على التكيف مع التحديات المعاصرة المتعلقة بالانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وخلق فرص للتعاون المثمر بين الحرفيين المحليين لتعزيز إشعاع الصناعة التقليدية الصويرية جهويا ووطنيا ودوليا.