الصحافة الوطنية في مواجهة الهدم – مسؤولية الهيئات في مواجهة التشويه والإفتراء

الصحافة الوطنية في مواجهة الهدم – مسؤولية الهيئات في مواجهة التشويه والإفتراء

- ‎فيواجهة, مجتمع
بوعشرين
إكسبريس تيفي

 

اليوم، يقف المجلس الوطني للصحافة والنقابة وهيئات الناشرين أمام امتحان مصيري لا يقبل التأجيل. أمامهم مسؤولية تاريخية في اتخاذ موقف صارم، وليس مجرد إدانة كلامية، ضد أولئك الذين ينهشون في لحم الصحفيين ويشوهون سمعة الصحافة المغربية. توفيق بوعشرين وسليمان الريسوني، اللذان عادا من السجون بفكر انتقامي مقيت، يظنان أن خروجهما من السجن يمكن أن يضمن لهما حصانة لمهاجمة الصحافة الوطنية. لكن الواقع يقول عكس ذلك؛ فلا شيء يضاهي قوة الصحافة المغربية في الدفاع عن المهنة وشرفها، مهما كانت محاولات التشويه التي يطلقها هؤلاء.

بوعشرين، الذي يواصل اللعب على أوتار الأكاذيب، لا يزال يظن أن بإمكانه تزوير الحقائق وتضليل الرأي العام. وحتى بلسانه الرطب وأناقته في الأسلوب التي لا يجادل فيها أحد، فهو لن يستطيع الادعاء في ملف استغلاله الجنسي لأكثر من 12 صحفية بأبشع الممارسات بوجود “علاقات رضائية” لتحريف وقائع محاكمته. أليس قبر أسماء الحلاوي هو الشاهد الأبدي على أكاذيبه؟ محاولاته المتكررة للنيل من الصحافة الوطنية لن تغير من حقيقة كونه جزءًا من منظومة الهدم التي تتكاثر على أكاذيب وفضائح. بوعشرين لا يدرك أن الصحافة التي كشفته فضحت أفعاله ولم تذرف دمعة واحدة على سقوطه الأخلاقي. فهو لا يستحق سوى السخرية عندما يحاول تشويه مهنة الصحافة التي أظهرت زيفه للعالم أجمع. وواهم هو حين يدعي أن هناك من يصدقه عندما يدعي أنه يريد المساهمة في تحسين الأداء الإعلامي ويصف نفسه بالصوت العقلاني وسط “حفل الجنون” الإعلامي على الإنترنت، الجنون الإعلامي الذي عرى سوأته.

أما سليمان الريسوني، فلا يزال سجين حقده ومراراته الشخصية، ويتنقل من تدوينة إلى أخرى محاولًا ارتداء عباءة “المظلوم”، بينما هو ليس سوى بائع للأكاذيب. هذا الرجل الذي استمر في لعب دور البلطجي لسنوات وحتى قبل اعتقاله، ها هو اليوم يحاول ترقيع بكارة رجولته المفقودة، وهو في حقيقة الأمر لا يعبر إلا عن ذاته المريضة التي ترفض الاعتراف بالحقيقة. تدويناته المتسخة، التي يواصل نشرها بعد كل جرعة نبيذ فاسد، ليست إلا وسيلة لتهدئة عقده النفسية والانتقام ممن كشفوا فضائحه. ومفهومة هي أحقاده، فليس لسليمان إلا أن يهاجم من حققوا في الصحافة ما لن يستطيع هو أن يحققه أبدًا، حتى لو حباه الله بعمر جديد. فتدوينات سليمان تفضح أكثر مما تخفي، وتكشف عن حقده الشخصي ضد كل من نجح في إنجاز ما فشل هو في تحقيقه.

ما يجب أن يُقال بصوت عالٍ هو أن المنظومة التي تقف وراء هؤلاء الفاشلين، وأذرعها الإعلامية المعروفة، لا تشرف الصحافة المغربية حتى أن تُذكر أسماؤهم. هؤلاء الذين لا يحملون سوى سوابق إجرامية في قضايا اغتصاب، وأذيالهم الذين تملقوا رجال السلطة بحثًا عن المال والامتيازات، لا يمكن لهم أن يمثلوا الصحافة المغربية أو أن يكونوا شركاء في الإعلام. إنهم أدوات رخيصة في يد من يعبثون بالقضايا الوطنية. الصحافة المغربية ستكون دائمًا هي الخط الأمامي في التصدي لهذه الهجمات الحقيرة.

إن الصحافة الوطنية التي تصدت بشجاعة لمخططات هؤلاء وأمثالهم لا تحتاج إلى شهادة منهم لتأكيد نزاهتها. هي الصحافة التي فضحت ممارساتهم في محاكمات قضائية، وهي ذات الصحافة التي دافعت عن الوطن ضد محاولات الإضرار بسمعته الدولية. ولن تنجح محاولات بوعشرين والريسوني في تشويه الصورة التي ناضلت الصحافة المغربية على مدار سنوات طويلة لبنائها وصونها.

اليوم، لا تساوم الصحافة المغربية على دورها في الدفاع عن حقوق المواطنين وكشف فساد كل من يعبث بأعراض المغاربة. على المجلس الوطني للصحافة والنقابة وهيئات الناشرين أن يتحملوا مسؤوليتهم في حماية الصحفيين الشرفاء، والوقوف أمام هؤلاء الذين يعتقدون أن هجومهم على الصحافة سيمنحهم حصانة. لن يتمكنوا من هدم إرادة الصحفيين الأحرار، ولن تنجح محاولاتهم الميؤوس منها في زعزعة الثقة في إعلام ظل ثابتًا في مواجهة تحديات الداخل والخارج.

نجيبة جلال

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *