اوسار أحمد
كل مرة تعلن فيها السلطات المغربية عن تفكيك خلية إرهابية، يعود بعض المؤمنين بنظرية المؤامرة إلى الواجهة، يشككون، يسخرون، ويتحدثون عن “مسرحية”. هؤلاء يعيشون في عالم منفصل، حيث يُغلقون أعينهم عن الواقع، ويتغذون على الرفض العبثي لكل ما يعزز أمن الوطن.
صور المحجوزات، سواء كانت أسمدة كيميائية، سكاكين ضخمة، أو أدوات تفجير بدائية، تكفي لأي شخص لديه أدنى إلمام بمعطيات الواقع أن يدرك خطورتها. هذه الأدوات البسيطة قد تحوّل منزلاً أو فندقاً بأكمله إلى كومة من الدمار. لكن بدلاً من التفكير في السيناريوهات الكارثية التي كان يمكن أن تحدث، يفضل المشككون إلقاء نظرياتهم العبثية، بمنطق “خالف تُعرف”.
هؤلاء لا يعيشون فقط خارج الزمن، بل يغمضون أعينهم أيضاً عن الإرهاب المتكرر في دول اخرى. هل يتخيلون أن المغرب معزول عن هذه المخاطر؟ أم أنهم ينتظرون أن تحدث عمليات إرهابية كي يصدقوا؟
عندما تعمل عناصر الأمن وأجهزت الإستخبارات المغربية ليلاً ونهاراً، وتفشل محاولات إرهابية وتفكك شبكات ارهابية في مراحلها الاخيرة لتنفيذ مخططاتها الاجرامية، نجد هؤلاء المشككين يختبئون وراء لوحات المفاتيح ليقللوا من أهمية هذه الجهود. ماذا يريدون؟ هل ينتظرون أن تنفجر الكارثة في حيهم أو تصيب أحبّاءهم ليشعروا بحجم الخطر؟
الأمن الوطني ليس مسرحية، والمخاطر ليست افتراضات. الإرهابيون موجودون يعيشون بيننا، يستغلون كل أداة متاحة لنشر الموت والرعب. لو لم تُجهض السلطات المغربية هذا المخطط الأخير في حد السوالم، لربما كنا اليوم نعيش مأساة إنسانية، بدلاً من الحديث عن مؤامرات وهمية.
في كل مرة تشكك في هذه الجهود، تضع نفسك في صف بعيد عن الواقع، صف يُضعف وعي المجتمع ويُقلل من أهمية الأمن. بدل السخرية، حاول أن تُقدّر النعمة التي تعيشها، وتذكر أن التشكيك غير المبني على حقائق هو جهل، والجهل هو المسرحية الحقيقية التي قد تنتهي بكارثة حقيقية.