متابعة
عبّرت الرابطة الوطنية للمقاولين الشباب والتنمية المقاولاتية عن استنكارها الشديد للاختراق الأخير الذي تعرض له الموقع الإلكتروني « المقاول الذاتي »، المنصة الرقمية التي يعتمد عليها آلاف المقاولين الذاتيين في المغرب لتسيير أعمالهم.
واعتبرت الرابطة، وهي إطار مهني يمثل مصالح هذه الشريحة من المقاولين، أن هذا الاختراق يمثل تهديدا خطيرا لسلامة البيانات الشخصية للمستفيدين، ويكشف عن ما سمَّته « تقاعس واضح » في تأمين المنصات الرقمية الحيوية التي يعتمد عليها قطاع المقاولات الذاتية بشكل كبير.
وأعربت الرابطة في بلاغ صحفي عن استيائها العميق مما وصفته بـ« رداءة » الخدمات التي يقدمها الموقع الإلكتروني، والتي « لا ترقى » إلى تطلعات المقاولين الذاتيين، مضيفةً أن المشاكل التقنية المتكررة، بما في ذلك الأعطاب المفاجئة للموقع، وصعوبة الوصول إلى الحسابات الشخصية، وضعف التفاعل مع الشكاوى والاستفسارات، ألحقت أضرارا بالغة بالمقاولين الذين يعتمدون على هذه الخدمات لإنجاز معاملاتهم القانونية والإدارية.
ولم تقتصر تداعيات هذه المشاكل على الجانب التقني، بل انعكست سلبا على النشاط الاقتصادي للمقاولين الذاتيين في المغرب، وأثرت على قدرتهم على الوفاء بالالتزامات الضريبية والإدارية، حسب المصدر ذاته، ونتيجة لذلك، حيث أكدت الرابطة أن الثقة تراجعت في النظام الرقمي الذي كان من المفترض أن يسهل الإجراءات، لا أن يعرقلها، مشيرةً إلى أن نجاح نظام المقاول الذاتي يعد مدخلاً أساسيا لمحاربة القطاع غير المهيكل، لما لهذا الأخير من انعكاسات سلبية على المقاولات الصغرى والاقتصاد الوطني ككل.
وطالبت الرابطة الوطنية للمقاولين الشباب الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها وإصلاح الوضع القائم من خلال اتخاذ إجراءات عاجلة، تشمل تأمين الموقع الإلكتروني وحماية بيانات المقاولين، عبر اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان أمن المنصة الرقمية وحماية بيانات المستخدمين من أي اختراق مستقبلي، بالإضافة إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة، من خلال ضمان استمرارية وكفاءة الخدمات الإلكترونية، وتوفير تجربة مستخدم سلسة، وكذا إنشاء قنوات تواصل فعالة، عبر توفير آليات فعالة لتلقي شكاوى واستفسارات المقاولين، والعمل على معالجتها في أسرع وقت ممكن.
ودعا البلاغ ذاته، إلى تفعيل التبادل السريع للمعطيات، من خلال ضمان تبادل سلس للبيانات بين موقع المقاول الذاتي وإدارة الضرائب والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لتسهيل استفادة المقاولين من التغطية الاجتماعية، إضافة إلى توفير آليات دعم ملموسة، عبر تقديم دعم مادي وتقني للمقاولين الذاتيين المتضررين جراء هذه المشاكل المتكررة.
واختتمت الرابطة الوطنية للمقاولين الشباب بلاغها بالتأكيد على أن مصلحة المقاولين الذاتيين تأتي على رأس أولوياتها، داعيةً كافة الأطراف المعنية إلى التدخل العاجل لإصلاح هذه المنظومة الرقمية، بما يضمن حقوقهم، ويسهم في تعزيز بيئة الأعمال في المغرب، تنفيذاً للتوجيهات الملكية للملك محمد السادس.