أمال فيلالي
خصص العدد الجديد من مجلة الشرطة (دجنبر 2024) ملفًا موسعًا حول الشرطة السينوتقنية، مسلطًا الضوء على الدور الحيوي للكلاب المدربة في تعزيز الأمن الوطني. حيث أصبحت هذه الكلاب شريكًا استراتيجيًا في عمليات المراقبة الحدودية، مهام التدخل الأمني، والبحث والإنقاذ، في سياق يتسم بتطور التهديدات الأمنية. وأبرزت الافتتاحية أن الكلاب المدربة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من بروتوكولات الأمن والسلامة، حيث تساهم في الكشف عن المخدرات، المتفجرات، العملات المهربة، والكشف عن الجثث والمفقودين في حالات الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات
منذ عام 1992، مع إنشاء المركز الوطني لترويض الكلاب المدربة للشرطة، بدأ المغرب في بناء هذا التخصص الأمني، ليشهد في 2016 تحولات كبيرة تمثلت في إنشاء *قسم الشرطة السينوتقنية* التابع لمديرية الشرطة القضائية. منذ ذلك الحين، أصبح هذا التخصص عنصرًا محوريًا في تنسيق العمليات الأمنية بين مختلف المديريات، مثل مديرية الاستعلامات العامة ومديرية الأمن العمومي. وقد ساهمت الكلاب المدربة في تعزيز كفاءة الأمن الوطني، خاصة في المراقبة الحدودية، والتصدي للتهديدات الأمنية المتزايدة.
في سياق التطور المستمر، وضعت المديرية العامة للأمن الوطني مشروعًا طموحًا لتعزيز قدرات الشرطة السينوتقنية، يتضمن توسيع نطاق تواجدها في المدن والمناطق الحدودية، وتكثيف التدريب والتكوين، واستخدام أصناف جديدة من الكلاب المدربة. كما يتضمن المشروع تحديث البنية التنظيمية، ويستهدف رفع مستوى الكفاءة في مواجهة التحديات الأمنية المستقبلية.
إلى جانب ملف الشرطة السينوتقنية، تناول العدد أيضًا مواضيع أخرى مثل تحديث بطاقة التعريف الوطنية *CNIE 2.0*، التي تحولت من وثيقة تعريفية إلى سند خدماتي إلكتروني، بالإضافة إلى تعزيز الأمن الرقمي وحلول تكنولوجية مبتكرة لخدمة المواطن. كما تم التركيز على توطيد التعاون الأمني الدولي وإبرام اتفاقيات جديدة مع شركاء دوليين، في خطوة تعكس الرؤية الاستراتيجية للمغرب في تعزيز الأمن المشترك.
هذا العدد يعكس التزام المديرية العامة للأمن الوطني بتطوير قدراتها في مواجهة التحديات الأمنية المعقدة، مع التركيز على التخصصات الأمنية المتكاملة مثل *الشرطة السينوتقنية*، التي تعد أحد الأعمدة الأساسية في هذه الاستراتيجية