خلاصات ورسائل جريئة في ندوة “البسيج” حول تفكيك خلية حد السوالم الإرهابية

خلاصات ورسائل جريئة في ندوة “البسيج” حول تفكيك خلية حد السوالم الإرهابية

- ‎فيمجتمع, واجهة
WhatsApp Image 2025 01 30 a 22.55.35 9a05f16b
إكسبريس تيفي

اوسار محمد 

 

في ندوة صحفية عقدها المكتب المركزي للأبحاث القضائية حول تفكيك خلية إرهابية في حد السوالم، برزت مجموعة من الخلاصات تضعنا أمام واقع أليم وصورة صادقة للتهديدات التي تواجهها المملكة. هذه الخلاصات لم تكن مجرد تفاصيل عابرة، بل رسائل واضحة وجريئة تحذر من المخاطر المترتبة على تزايد التطرف والإرهاب في المغرب.

الخطر الإرهابي لا يزال يهدد المغرب بشكل جاد. الجماعات الإرهابية ما زالت تسعى لتوسيع نطاق نشاطاتها داخل البلاد، بل وتستخدم أساليب متطورة لاستقطاب الأفراد من مختلف الفئات الاجتماعية. ما هو أكثر إثارة للقلق هو الانتقال لاستهداف الأسرة كأرض خصبة لتجنيد الإرهابيين. لم يعد التطرف محصوراً في الأماكن العامة أو على الإنترنت فقط، بل أصبح يطرق أبواب المنازل، مما يعكس تزايد خطورة الوضع.

منصات التواصل الاجتماعي هي الأخرى تشكل اليوم بيئة خصبة لأيديولوجيات الإرهاب. هذه المنصات لا تقتصر على استقطاب الشباب الباحث عن هويته، بل تغذيهم برسائل فكرية مغلوطة تبرر العنف والتطرف. هذا يعكس تحولاً في استراتيجيات الإرهابيين الذين لا يترددون في استخدام الوسائل الحديثة لتحقيق أهدافهم. بالإضافة إلى ذلك، هناك تغذية واضحة للخطر الإرهابي في المغرب من مناطق التوتر العالمية. الحروب في الشرق الأوسط وأفريقيا تساهم في نشر الفكر الإرهابي، وهو ما ينعكس سلباً على أمن واستقرار المملكة.

العدد المتزايد من المغاربة، بينهم قاصرون، الذين ينضمون إلى الجماعات الإرهابية في الخارج يشير إلى مشكلة عميقة في التربية والوقاية. هذه الظاهرة تفرض ضرورة إعادة النظر في السياسات التربوية للحد من هذه الظاهرة المتنامية. في الوقت نفسه، من الخطر التشكيك في العمليات الأمنية المتعلقة بتفكيك الخلايا الإرهابية. هذا التشكيك لا يضر فقط بمصداقية الأجهزة الأمنية، بل يعزز أيضاً انتشار الفكر المتطرف.

التجربة المغربية في محاربة الإرهاب أصبحت مرجعاً عالمباً. الأجهزة الأمنية المغربية أثبتت كفاءتها العالية في التعامل مع التهديدات الإرهابية. ومع ذلك، ما يزال هناك غياب شبه كامل للمعنيين بمحاربة الخطاب المتطرف، وهو ما يثقل كاهل المؤسسة الأمنية بشكل إضافي. في المقابل، هناك تطور ملحوظ في مستوى التواصل بين الأجهزة الأمنية والرأي العام. المديرية العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني أصبحتا نموذجا في التواصل الاحترافي والشفاف مع المواطنين.

المغرب اليوم يملك نخبة أمنية قادرة على التصدي لأكبر التحديات. هذه النخب تمتاز بالكفاءة والاحترافية بعيدا عن التصورات التقليدية لأطر الأمن. الرسالة الأبرز التي خرجت من هذه الندوة هي دور عبد اللطيف حموشي في الارتقاء بمستوى الأجهزة الأمنية المغربية. هذا التقدم لا يمكن إغفاله، وهو يشير إلى أن المغرب، تحت قيادته، قد خطا خطوة كبيرة نحو تعزيز الأمن الداخلي.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *