سفاح تارودانت: قصة الشيطان الذي أنهى حياة 9 أطفال بعد الاعتداء عليهم

سفاح تارودانت: قصة الشيطان الذي أنهى حياة 9 أطفال بعد الاعتداء عليهم

- ‎فيمجتمع, واجهة
IMG 20250304 WA0155
إكسبريس تيفي

 

احمد اوسار /

 

في صيف 2004، اهتزت مدينة تارودانت المغربية على وقع اكتشاف مروّع. في منطقة الواد الواعر، عُثر على هياكل عظمية وجماجم بشرية متناثرة، تعود لأطفال في سن المراهقة. بدأت الشرطة تحقيقاتها، محاولة فك لغز هذه الجثث المجهولة، ولم تكن تعلم أنها أمام واحدة من أبشع الجرائم المتسلسلة في تاريخ المغرب.

 

عبد العالي الحاضي، رجل في العقد الرابع من عمره، كان يعيش حياة هامشية ويعمل مساعدًا لبائع مأكولات خفيفة في المحطة الطرقية. لم يكن يلفت الانتباه، لكنه كان يخفي سرًا مرعبًا. عند وصول الشرطة إلى منزله، وجدوه هادئًا، وكأنه كان ينتظرهم. قال لهم بهدوء: “كنت في انتظاركم لتخلصوني من عذابي”، واعترف بكل شيء دون مقاومة.

 

وُلد الحاضي عام 1962، نشأ في بيئة فقيرة مضطربة. فقد والدته في سن مبكرة، وعانى من الإهمال وسوء المعاملة. تعرض في طفولته لاعتداءات جنسية متكررة، سواء من أفراد من أسرته أو من معارفه، مما شكّل لديه اضطرابات نفسية عميقة. لم يكمل تعليمه، واضطر للعمل في وظائف متواضعة. لم يكن لديه أصدقاء حقيقيون، وكان انعزاليًا، يقضي وقته بين المتشردين، يراقبهم، ويختار ضحاياه بعناية.

 

كان يستهدف الأطفال المتشردين، الذين لا يسأل عنهم أحد. يستدرجهم إلى منزله بحجة توفير المأوى والطعام. بعد أن يكسب ثقتهم، يخدرهم أو يستخدم العنف لإخضاعهم. بعد الاعتداء عليهم، كان يخنقهم حتى الموت، ثم يدفنهم تحت سريره أو يحتفظ بالجثث لفترة قبل التخلص منها في أماكن نائية، وكان يستدرج ضحاياه الصغار بعد الانتهاء من عمله في الصباح الباكر بالمحطة، حيث كان يعمل مساعدا لبائع أكلات خفيفة مقابل مبلغ مالي زهيد لتلبية نزواته الجنسية الشاذة، بعد ذلك يعمد للتخلص منهم بقتلهم خنقا.بلغ عدد ضحايا سفاح تارودانت، 9 أطفال على الأقل، جميعهم من الذكور، تتراوح أعمارهم بين 10 و17 سنة.

 

عندما علم أن صاحب الأرض التي كان يدفن فيها الجثث يخطط للبناء عليها، قرر إخراجها ورميها في الواد الواعر، حيث تم العثور عليها لاحقًا.

 

اعترافاته كانت صادمة. لم يظهر أي ندم حقيقي، لكنه قال إنه كان يشعر بثقل هذه الجرائم على كاهله. خلال المحاكمة، لم يحاول إنكار شيء. صدر الحكم بالإعدام في ديسمبر 2005، لكنه لم يُنفذ. بقي في السجن حتى وفاته في مايو 2022، منهياً بذلك قصة أحد أكثر القتلة المتسلسلين رعبًا في تاريخ المغرب.

 

قضية سفاح تارودانت تسلط الضوء على العوامل النفسية والاجتماعية التي قد تؤدي إلى ظهور مجرمين بهذه الوحشية. نشأته القاسية، والاعتداءات التي تعرض لها في طفولته، وغياب الدعم النفسي والاجتماعي كلها كانت عوامل ساهمت في تحوله إلى قاتل متسلسل. مثل هذه الجرائم تذكير بمدى هشاشة الأطفال المشردين، وضرورة توفير الحماية لهم قبل أن يصبحوا ضحايا سهلين لمجرمين مثل عبد العالي الحاضي.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *