اوسار أحمد/
الحملة التي يشنها هشام جيراندو وأتباع المهداوي ضد الصحفية نجيبة جلال تكشف زيف النوايا وانعدام الجرأة في مواجهة الحقيقة. هذه الحملة المسعورة، التي تعتمد على مقالات مسمومة وتدوينات مشينة، ليست سوى محاولة يائسة لابتزاز نجيبة وإسكات صوت الحق. يعتقد جيراندو وأتباعه أن الهجوم الشخصي والتشويه الإعلامي قادران على وقف صوت الصحفية التي طالما فضحت الخونة والمفسدين. لكنهم يخطئون.
اتهام نجيبة جلال بأنها تخدم أجندات الدولة وتعمل لصالح الأجهزة الأمنية هو اتهام واهٍ ولا أساس له من الصحة. ففي الواقع، الدفاع عن الوطن ليس تهمة بل شرف يجب أن يُفتخر به.
نجيبة جلال لم تكتب يوماً من أجل المصالح الشخصية أو لتلميع صورة أحد. منذ أن عرفتها، وهي القلم الجريء والكلمة الصارمة، التي لا تخشى قول الحقيقة مهما كان الثمن، هي امرأة وطنية حتى النخاع، غيورة على وطنها، مدافعة عن شعبها وقضاياه دون تردد أو مواربة.
جيراندو وأتباعه يعتقدون أن بإمكانهم، من خلال الابتزاز والتهديد والحملات المسعورة، أن يوقفوا أصوات الحق، هذه النظرة السطحية تخلو من أي فهم حقيقي لماهية الصحافة ودورها في المجتمعات الديمقراطية، الصحفي الحر لا يركع للضغوط، ولا يهادن في كشف الفساد والخيانة، مهما كانت الأثمان باهظة.
هذه الحملة التي يشنها هؤلاء تكشف عن ضعفهم وخوفهم من الحقيقة التي كشفتها نجيبة جلال، هؤلاء الذين يختبئون وراء الأكاذيب ويحاولون تزييف الواقع، لا يملكون الجرأة على مواجهة الحقيقة بالشفافية والصراحة، فبدلاً من الرد بالحجة والمنطق، يختارون الأساليب الرخيصة للتشويه والافتراء، ظناً منهم أن هذا الطريق سيمكنهم من تهميش الأصوات المزعجة وإخفاء جرائم الفساد والخيانة.
فالإشادة بدور الأجهزة الأمنية في مكافحة الإرهاب والتطرف ليست تملقاً بل واجباً وطنياً، لأن الأجهزة الأمنية المغربية تواجه تحديات هائلة في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن. الصحافة، بوصفها السلطة الرابعة، تملك مسؤولية مزدوجة: كشف الحقيقة ومساندة الدولة في قضايا الأمن الوطني، عندما يكون ذلك ضرورياً.
نجيبة جلال قامت بدورها بكل اقتدار، متوازنة بين كشف الخيانة والمفسدين وبين احترام مؤسسات الدولة ومهامها.
ليست نجيبة جلال هي المستهدفة فحسب، بل الصحافة المغربية برمتها، بل الوطن بأسره. كل محاولة لإسكات صوت الحق هي محاولة لطمس الحقيقة وتغليب المصالح الضيقة على المصلحة العامة. الوطن لا يُخدم بالكذب أو التشويه. الوطن يُخدم بالكلمة الصادقة والإصرار على كشف الفساد، مهما كان الثمن.