نجيبة جلال/
في كل مرة يطل فيها علي لمرابط، يثبت أن سقف تناقضاته لا حدود له، وأن محاولاته للتموقع داخل أجندات مشبوهة لم تعد تخدع أحدًا. فبعد فضيحته المدوية في بث مباشر سابق، حينما قدّم مهدي حجاوي على أنه “كولونيل-ماجور”، عاد بجسارة العاجز ليحاول صرف الأنظار عن زلّته عبر القفز إلى نقاشات أخرى، وكأن متابعيه مجرد جمهور بلا ذاكرة.
لكن الأهم من زلاته الساذجة هو ما يكشفه خطابه من نوايا خبيثة. فالرجل الذي يتقمص دور “الصحفي المستقل”، يبدو أنه يتودد علنًا لأصحاب القرار في الجزائر، وكأنّه يراهن على موقع داخل وكالة الأنباء الجزائرية . وهذا ما يفسر انخراطه المتزايد في الترويج لمطلب الاستفتاء، في محاولة يائسة لضرب الجبهة الداخلية المتماسكة حول مغربية الصحراء. الأسوأ من ذلك، هو ترويجه لطرح بائس مفاده أن المغاربة يقدمون القضية الفلسطينية على قضيتهم الوطنية، في مغالطة لا تنطلي إلا على من يجهل عمق الالتزام المغربي بالقضيتين معًا، دون تناقض أو مزايدة.
أما التناقض الفاضح، فهو موقفه من إسرائيل. فالرجل الذي يصفها بـ”الدولة النازية” لا يتردد في منح مصداقية مطلقة لروايات إعلامها حين يتعلق الأمر بتشويه صورة الراحل الحسن الثاني، متبنّيًا بكل حماسة الدعاية التي تزعم أنه كان “خائنًا” للقضية العربية وساعد إسرائيل في حرب 1967. أي منطق هذا؟ كيف يمكن لمن يصف إسرائيل بأبشع النعوت أن يستند إلى دعايتها كلما اقتضت مصلحته ذلك؟
علي لمرابط ليس سوى نموذج فجّ لمن باعوا ضميرهم بثمن بخس، واعتقدوا أن الافتراء والتضليل يمكن أن يحل محل الحقيقة. لكنه، كما هو متوقع، يسقط مرة تلو الأخرى في فخ تفاهاته، فلا هو نال ما يسعى إليه، ولا استطاع إخفاء عوراته الفكرية.