رقصة “زعطوط الكابرانات ” في جامع الفنا

رقصة “زعطوط الكابرانات ” في جامع الفنا

- ‎فيمجتمع, واجهة
IMG 20250320 WA0025
إكسبريس تيفي

 

 

اوسار أحمد/

إذا كنت تعتقد أن رشيد نكاز جاء إلى مراكش ليستمتع بالشمس والكسكس، فأنت واهم. الرجل لا يسافر بحثًا عن الراحة، بل عن المشاكل. وما إن وضع حقيبته في الفندق حتى بدأ العرض: بث مباشر، شعارات مستفزة، وحركات بهلوانية لا تنقصها سوى موسيقى تصويرية من أفلام الإثارة الرخيصة.

السلطات المغربية، وكعادتها، لم تمنحه لحظة المجد التي كان يبحث عنها. لم تسارع إلى اعتقاله لإرضاء غروره النضالي، بل قدمت له خيارين بسيطين: إما أن يهدأ، أو يعود إلى باريس في أول طائرة. نكاز، الذي يحب الأضواء لكنه يكره العواقب، اختار التوقيع على التزام بعدم تكرار فعلته.

لكن ما الذي جاء به إلى المغرب أصلًا؟ هل قرر فجأة أن يصبح مرشدًا سياحيًا في جامع الفنا؟ أم أن هناك من أوحى له بأن المغرب هو المكان المثالي لمحاولة جديدة في صناعة البطولة الوهمية؟

الرجل خرج مؤخرًا من السجن في الجزائر بعد “تسوية” غامضة، ويبدو أنه اعتقد أن المغرب سيكون ساحة جديدة لمغامراته. ربما كان يحلم بإعادة إنتاج سيناريو “بوعلام صلصال”، لكن المغرب لم يقع في الفخ. لم يمنحه لحظة درامية ولا مشهدًا بطوليًا أمام الكاميرات، فقط جرعة من الواقعية السياسية التي حرمته من بطولة مجانية.

والسؤال الذي يجب أن يطرحه كل مغربي: لو ذهب أحدنا إلى الجزائر وقام بنفس التصرفات، هل كان سيحظى بنفس المعاملة؟ الجواب معروف: سينتهي في زنزانة باردة، بتهم جاهزة، وسينساه الجميع إلا تقارير المنظمات الحقوقية التي ستُدفن في أرشيف الزمن.

نكاز عاد للتجول في مراكش، ربما يحاول الآن ابتكار خطة جديدة. لكن الحقيقة واضحة: المغرب أدار الموقف بذكاء، وأبقى الرجل في حجمه الحقيقي… مجرد مهرج يبحث عن جمهور.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *