اوسار أحمد/
مرة أخرى، يخرج حميد المهداوي بتصريحات مثيرة، وهذه المرة يتجاوز كل حدود المنطق ويدّعي أن مساءلته أمام لجنة أخلاقيات المهنة ب المجلس الوطني للصحافة ليست سوى جزء من “مخطط إسرائيلي” يستهدفه داخل المغرب! ، ليس بسبب شكايات مهنية، ليس نتيجة مخالفاته، بل لأن “إسرائيل تحاربه”!
أن يختبئ المهداوي وراء شماعة “المؤامرة” كلما وُجهت له انتقادات يعكس أزمة حقيقية. فمنذ متى أصبح انتقاد الأداء المهني دليلًا على تدخل استخبارات أجنبية؟ هل أصبح المجلس الوطني للصحافة مجرد أداة في يد “الموساد” لملاحقة المهداوي؟ المؤسسات المغربية تملك سيادتها وقراراتها، ولا تنتظر توجيهات من جهات خارجية حتى تفتح تحقيقًا في تجاوزات مهنية واضحة.
لكن المهداوي، كالعادة، يختار الهروب إلى الأمام، يختلق سيناريوهات خيالية، وبدل مواجهة الواقع، يلوّح بفزاعة “الاستهداف الدولي” في محاولة لدغدغة مشاعر متابعيه .
الخطير في تصريحات المهداوي ليس فقط عبثيتها، بل تبعاتها. عندما يزعم أن مؤسسات الدولة مخترقة، فهو يمنح خصوم الوطن ذخيرة مجانية للتشكيك في نزاهة قراراتها. وعندما يطلب “الحماية الملكية” من عدو وهمي، فهو يحاول تحويل نفسه إلى قضية وطنية زائفة. لكن دعونا لا ننسى، هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها المهداوي إلى الإثارة. قناته على يوتيوب قائمة على خلق الجدل، فكلما زاد التصعيد، زاد عدد المشاهدات، ومعها الإيرادات الإعلانية. مزيج خطير من الدجل الإعلامي والتربح من التضليل.
المؤسسات الإعلامية الجادة تعمل وفق ضوابط مهنية، تخطئ أحيانًا وتصحح مسارها، لكن لا يمكن السماح لمن يحوّلون الصحافة إلى مسرح خرافات أن يشوهوا المهنة. الصحفي يحاسب على أدائه، وليس على نظرياته الفانتازية عن مؤامرات لا يصدقها حتى كُتّاب الخيال العلمي.
الكرة الآن في ملعب المجلس الوطني للصحافة والهيئات المسؤولة، ليس فقط للرد على هذه الادعاءات الهزلية، بل لحماية مصداقية الصحافة المغربية من هذا العبث المستمر.