القناص/
يا سادة، احبسوا أنفاسكم! فقد اهتزت سويسرا عن بكرة أبيها، وخرجت الجماهير الغاضبة في جنيف تهتف باسم… حميد المهداوي! أو على الأقل، هذا ما يريدنا المهداوي أن نصدقه، بعدما نشر فيديو يزعم فيه أن العالم الحر انتفض لأجله.
لكن، وكالعادة، عند أول زوم على المشهد، تتبخر الأوهام. ما الذي وجدناه؟ ورقة كرتون رُميت وسط وقفة يبدو أنها تخص قضية مختلفة تماماً (على الأرجح “فلسطين حرة”)، وخط عربي مرتبك يوحي بأن من كتبها لا يفرق بين “تضامن” و”تضامية”.
أما المتظاهرون، فهُم في عالم آخر، غير مكترثين لا بمهداوي ولا بمسرحياته اليومية، وكأن أحدهم – ربما مغربي مارق أو مغترب فارغ – دسّ الورقة خلسة بين اللافتات الحقيقية، ثم التقط صورة ليبيعها للمهداوي على أنها “نصر تاريخي”.
والأطرف؟ أن اللافتة مكتوبة بالعربية في بلد نادراً ما تجد فيه من يلفظ “السلام عليكم” بشكل صحيح! فهل يعقل أن يتجند السويسريون للدفاع عن “أسطورة اليوتيوب المقهور”، أم أن الكرتون أصبح أسرع وسيلة لخلق دعم دولي وهمي؟
برافو حميد! مرة أخرى، تثبت أن العبث لا حدود له، وأن صناعة “التضامن الخيالي” تحتاج فقط إلى كرتون، قلم حبر، والكثير من الوهم!