متابعة
يواصل المغرب برنامج نقل المياه من شمال المملكة إلى جنوبها للحد من الإجهاد المائي، حيث أن هناك مجموعة من السدود وخطوط الأنابيب والسدود الجديدة قيد الإنشاء لضمان التوازن الإقليمي فيما يتعلق بإمدادات المياه.
ويعاني المغرب من ست سنوات متتالية من الجفاف، ساهمت الأمطار الوفيرة التي هطلت خلال الأيام الأخيرة في تليين حدتها، وجاءت في الوقت المناسب لاستعادة الأمل وتحسين الوضع المائي الوطني، حيث أن الاحتياطي المائي للسدود يقترب من 6 مليار و161 مليون متر مكعب إلى غاية 21 مارس 2025، أو نسبة ملء تفوق 36٪. وكل شيء يشير إلى أنه ممكن أن نصل إلى نسبة 40%، مما سيسمح برؤية جيدة للمناطق المروية، ويزيد من توفر مياه الشرب وإمداد المياه الجوفية.
وعلى الرغم من هذا التحسن، إلا أن هناك اختلافًا واضحًا بين الأحواض الهيدروليكية المختلفة بعضها في حالة جيدة مثل اللوكوس أو سبو، والبعض الآخر في حالة متوسطة مثل بورقراق وسوس وتافيلالت. في حين أن آخرين في حالة حرجة مثل أم ربيع. ولا بد من الاعتراف بأن الربط بين سبو وأبي رقراق ساعد في إنقاذ الوضع، خاصة فيما يتعلق بإمدادات المياه الصالحة للشرب.
ويغذي سد سيدي محمد بن عبد الله سكانا يبلغ عددهم أكثر من 5 ملايين نسمة ينتشرون بين الدار البيضاء والرباط ومدن أخرى بهذه المنطقة. ومن ثم فإن خيار تشجيع الطرق المائية السريعة بين أحواض الفائض وأحواض العجز بدأ يؤتي ثماره. وبالتالي فإن الأمر يتعلق بتعميم مشاريع من هذا النوع على كامل التراب الوطني لتحسين توزيع الموارد المائية.
وقال وزير التجهيز والمياه نزار بركة، في حديثه مؤخرا أمام مجلس إدارة وكالة حوض سبو المائي، “7٪ من التراب الوطني يمثل 53٪ من الأمطار. ومن الضروري تشجيع نقل المياه بين المناطق. إنه توجه هيكلي أظهر أهميته. وقد مكّن الربط بين سبو وأبي رقراق من نقل أزيد من 610 مليون متر مكعب من شمال المملكة إلى جنوبها. وبعد مرور عام على إطلاقه، أتاح المشروع تخفيف الضغط على الاحتياجات المائية وتجنب التخفيضات في المناطق ذات التركيز الديمغرافي والاقتصادي العالي. هذه هي المنطقة الممتدة من الرباط إلى شمال الدار البيضاء”، مشيرا إلى أنه “من أجل تعزيز قدرات تخزين المياه وتقليص العجز المائي في بعض المناطق، كما هو الحال في حوض سبو الذي شهد انخفاضا مائيا بنسبة 23٪ مقارنة بالمعدل الطبيعي، أطلق المغرب برنامجا واسعا لتعزيز بنيته التحتية المائية”.
وبالفعل، تهدف المملكة إلى بناء سدود جديدة لتخزين أكبر قدر ممكن من المياه في المناطق ذات الأمطار الغزيرة لنقل هذه الإمدادات لاحقًا إلى المناطق المحتاجة. وبذلك ينص البرنامج على إنشاء قنوات جديدة لنقل المياه من سد مداز بصفرو إلى حوض سبو. ويشمل أيضا إنشاء سد سيدي عبو بطاقة 200 مليون م3، وسد الرتبة بطاقة استيعابية تناهز 1,9 مليار م3 بإقليم تاونات.
وأكد هشام أبونوح، حسب “فينوني نيوز” أنه “بعد أن أصبح الجفاف هيكلياً، فإنه يتطلب منا تعزيز احتياطيات المياه. وقد أظهرت الأمطار الأخيرة أن كمية كبيرة من إمدادات المياه يتم التخلص منها في البحر، في حين أنه من الضروري حصادها وتخزينها لنشرها لاحقًا وبالتالي تقليل الإجهاد المائي. وتعرف المناطق الشمالية بغزارة هطول الأمطار التي قد تصل إلى 800 ملم في بعض الأماكن، في حين أن المعدل الوطني لا يتجاوز 350 ملم. لذلك، من الضروري الاستفادة من هذا الوضع وتعزيز البنية التحتية الأساسية في هذه المنطقة، سواء السدود أو السدود أو خطوط الأنابيب لتوسيع الموارد المائية الوطنية بشكل أفضل”.