مصطفى الفيلالي
قضت محكمة ألمانية بالسجن النافذ لثماني سنوات في حق (طارق.س.س)، متطرف يحمل الجنسيتين الألمانية والمصرية، بعد إدانته بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية خطيرة في ألمانيا، من بينها هجوم بشاحنة موجهة للدهس. وجاء الحكم بعد أن تم توقيف المعني بالأمر في 24 أكتوبر 2023 بمدينة إيسن، بفضل معلومات دقيقة وفّرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني “DGST” بالمغرب.
واعتقل (طارق.س.س) بعد أن أمدّت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني نظيرتها الألمانية، على مدى شهري شتنبر وأكتوبر 2023، بمعلومات حساسة ودقيقة تشمل هويته الكاملة، وصوره الفوتوغرافية، ومكان إقامته، بالإضافة إلى تفاصيل عن أنشطته الإرهابية المحتملة.
وشكلت المعطيات المغربية عنصرا حاسما في تمكين السلطات الأمنية والقضائية الألمانية من إحباط المخطط وتوقيف المشتبه فيه قبل تنفيذ أي هجوم.
وتُعد هذه العملية نموذجا جديدًا للتعاون الأمني الدولي الفعّال الذي تقوده الأجهزة المغربية بقيادة عبد اللطيف حموشي، والذي مكن من إجهاض العديد من المخططات الإرهابية خارج الحدود الوطنية، وتحييد عناصر متطرفة تنتمي إلى تيارات عنيفة عابرة للحدود.
ويأتي هذا التنسيق في سياق متصاعد من توسيع الشراكات الأمنية بين المغرب ودول أوروبية كبرى، إذ زار عبد اللطيف حموشي نهاية يناير الفارط العاصمة الإسبانية مدريد، حيث شارك في اجتماع ثلاثي جمعه بكل من المدير العام للشرطة الإسبانية فرانسيسكو باردو بيكيراس، ورئيس الشرطة الاتحادية الألمانية دييتر رومان، وركز خلاله على تعزيز التنسيق الأمني وتوسيع مجالات التعاون العملياتي والتقني بين الأجهزة الأمنية للبلدان الثلاثة.
واستقبل الحموشي أيضا هولغر مونش، رئيس المكتب الفيدرالي للشرطة الجنائية بألمانيا، يوم الثلاثاء 27 فبراير 2024 بالرباط، في لقاء خصص لتعميق التعاون الثنائي وتطوير آليات الاستجابة المشتركة للمخاطر الأمنية، وعلى رأسها الإرهاب العابر للحدود.