اوسار أحمد /
حميد المهداوي ليس صحفيًا، بل مجرد يوتيوبر يقتات على الإثارة والأكاذيب. يسوّق نفسه كصوت حر، لكنه مجرد بوق مأجور لخدمة أجندات معادية للمغرب. من فيديوهاته المشحونة بالتحريض، إلى استضافته لشخصيات مختصة في مهاجمة المؤسسات، صار نموذجًا لمن يبيع ضميره مقابل المشاهدات والدولارات.
يختبئ وراء شعارات الحرية، لكنه يختار بعناية ما يناسب مصالحه. يدعي الاستقلالية، لكنه ينحاز لخطاب متطرف ينسجم مع خصوم المملكة. يكرر نفس الادعاءات التي تروجها وسائل إعلام معروفة بعدائها للمغرب، وكأن الأمر مخطط له بعناية. أي صحافة هذه التي تعتمد على التهويل والكذب والترويج للإشاعات؟ أي مهنية في استهداف الدولة ومؤسساتها بمعلومات ملفقة؟
المهداوي ليس أكثر من مُتسول رقمي يستخدم لغة التحريض لاستمالة البسطاء. أسلوبه يعتمد على المظلومية وخلق دراما متواصلة لجذب المشاهدين، لكن خلف الستار، كل شيء محسوب: العناوين المثيرة لجلب النقرات، الخطاب العدائي لاستقطاب جمهور معين، والتباكي المستمر لكسب تعاطف الناس الذين يصدقون أي شيء يُعرض عليهم بجرعة زائدة من الانفعال.
يوتيوب أصبح مصدر رزقه الأساسي، وكلما ارتفعت نسب المشاهدة، زادت أرباحه. لا يهمه إن كان المحتوى كاذبًا أو خطيرًا، ما يهم هو حجم التفاعل والعائدات. النقد الموضوعي لا مكان له في قناته، فقط خطاب التهييج وتقديم نفسه كضحية. يتجاهل عن قصد كل ما يثبت زيف ادعاءاته، يهاجم كل من يخالفه، ويحذف أي تعليق يفضح تناقضاته.
من إعلامي إلى حقوقب الى تاجر أزمات، ومن ناقل أخبار إلى مروج فتنة، المهداوي يجسد السقوط الأخلاقي حين يصبح المال هو الدافع الوحيد. لا يكترث لما يسببه من ضرر، ولا يهمه إن كان يُستخدم كأداة في معركة أكبر منه. المهم أن القناة مستمرة، وأن المشاهدات لا تتوقف، وأن أرباحه تتزايد على حساب الحقيقة والمصلحة الوطنية.