اوسار أحمد/
في مشهد مستفز لكل مغربي غيور على وطنه، رفعت حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، صور المجرم حسن نصر الله في قلب العاصمة الرباط، خلال مسيرة ليلية قيل إنها تضامن مع غزة، لكنها تحولت إلى استعراض ولاء مشبوه لأجندات خارجية لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية.
رفع صور شخص متورط في جرائم بشعة ضد الشعب السوري، ومتهم بتمويل وتسليح جماعات انفصالية تهدد وحدة المغرب الترابية، هو إهانة مباشرة لمشاعر المغاربة. نصر الله ليس رمزا للمقاومة، بل زعيم ميليشيا طائفية خاضعة لقرار طهران، متورطة في حمامات الدم من بيروت إلى دمشق، ومن العراق إلى اليمن. كيف يمكن لحركة محسوبة على الإسلاميين المغاربة أن تبرر هذه الخطوة المشينة؟ هل جهل أم تبعية عمياء أم ولاء يتجاوز الحدود؟
المغاربة واضحون في مواقفهم، فهم يدعمون القضية الفلسطينية باعتبارها قضية عادلة، لكنهم لا يقبلون أن يُستخدم هذا الدعم كغطاء لترويج رموز دموية مشبوهة. المسيرة الليلية التي نظمتها التوحيد والإصلاح لم تكن سوى محاولة بائسة لإعادة تدوير خطاب تجاوزته الأحداث، خطاب يخلط بين دعم فلسطين وبين تسويق أجندات إيران وأذرعها التخريبية.
هذه ليست المرة الأولى التي تنكشف فيها ازدواجية الإسلاميين في المغرب، فهم يتشدقون بالوطنية حين يناسبهم ذلك، لكنهم لا يترددون في الاصطفاف مع جهات تهدد استقرار البلاد حين تقتضي مصلحتهم الحزبية ذلك. حزب الله ليس مجرد تنظيم بعيد عن قضايانا، بل هو طرف في معادلة معادية للمغرب، متورط في دعم ميليشيات البوليساريو، فكيف يمكن تبرير رفع صور أمينه العام في شوارع الرباط؟
القضية الفلسطينية لا تحتاج إلى وسطاء يبيعونها في سوق الولاءات، ولا تحتاج إلى مزايدات أيديولوجية رخيصة. المغاربة يدعمون فلسطين لأنهم يؤمنون بعدالتها، وليس لأنهم يريدون استنساخ صراعات مذهبية لا تمت لهم بصلة. من يريد الدفاع عن فلسطين فليفعل ذلك بوضوح، دون خلط للأوراق، ودون المتاجرة بدماء الأبرياء.
رفع صور نصر الله في الرباط ليس مجرد خطأ عابر، بل سقطة تكشف حقيقة البعض، وتجعلنا نتساءل: إلى أي حد يمكن أن يصل ولاء بعض التيارات لأجندات خارجية؟ وهل أصبح المغرب ساحة مفتوحة لاستعراض ولاءات لا تخدم سوى أعدائه؟ أسئلة تنتظر إجابات واضحة، لأن اللعب على الحبال لم يعد مقبولاً.