ربع قرن من الانجازات .. الرياضة المغربية تبهر العالم في عهد الملك محمد السادس

ربع قرن من الانجازات .. الرياضة المغربية تبهر العالم في عهد الملك محمد السادس

- ‎فيرياضة, واجهة
0
img 1722104259209
إكسبريس تيفي

باحدة عبد الرزاق

على مدى الـ25 سنة الماضية، شهدت الرياضة المغربية تحولاً جذرياً تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس. فمنذ اعتلائه العرش، وضع جلالته الرياضة في صميم رؤيته التنموية للمملكة، محولاً إياها من مجرد نشاط ترفيهي إلى ورش تنموي فعال يساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمغرب.

ولعل أبرز ثمار هذه السياسة الرياضية الرشيدة تجلت في الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في نهائيات كأس العالم 2022 بقطر. فقد تمكن أسود الأطلس من بلوغ الدور نصف النهائي، محققين بذلك إنجازاً غير مسبوق لأي منتخب عربي أو إفريقي في تاريخ المونديال. هذا الإنجاز الاستثنائي لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لسنوات من العمل الدؤوب والتخطيط المحكم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك.

Capture decran 2024 07 27 154358

إن نجاح المنتخب المغربي في مونديال قطر لم يكن مجرد إنجاز رياضي، بل كان رسالة قوية للعالم عن قدرات الرياضة المغربية والعربية والإفريقية. فقد أثبت أسود الأطلس أن الإرادة والعزيمة والتخطيط السليم يمكن أن تحقق المستحيل، وأن تتغلب على الفوارق التقليدية بين المنتخبات.

هذا الإنجاز المونديالي يأتي في سياق سلسلة من النجاحات التي حققتها الرياضة المغربية في عهد جلالة الملك محمد السادس. فقد حرص جلالته منذ اعتلائه العرش على وضع اللبنات الأولى لمشاريع وبرامج تطوير الرياضة، راسماً خارطة طريق طموحة لتنظيمها وتطويرها. وبفضل هذه الرؤية الملكية، صارت الرياضة المغربية مرجعاً يحتذى به قارياً ودولياً، لا سيما في مجال الحكامة والتسيير.

1dea707

ومن أبرز مظاهر الاهتمام الملكي بالرياضة، حرص جلالته على دعم الرياضيين بشكل مباشر. فقد دأب على تهنئة الأبطال المتوجين برسائل كريمة ومكالمات هاتفية، تشجيعاً لهم على الاستمرارية والاجتهاد. كما استقبل جلالته العديد من الأبطال الرياضيين، كالبطل هشام الكروج بعد تتويجه بميداليتين ذهبيتين في أولمبياد أثينا 2004، والمنتخب الوطني بعد بلوغه نهائي كأس إفريقيا 2004، وفريق الرجاء بعد وصوله لنهائي كأس العالم للأندية 2013، بعثة المنتخب الوطني بعد عودتهم من كأس العالم قطر 2022.

1458675518

وفي سياق تطوير المنظومة الرياضية، كانت الرسالة الملكية للمناظرة الوطنية الثانية للرياضة بالصخيرات في أكتوبر 2008 بمثابة خارطة طريق شاملة. فقد شخصت بدقة مشاكل الرياضة الوطنية، ووضعت سبل علاجها، مؤكدة على ضرورة إعادة النظر في نظام الحكامة، وملاءمة الإطار القانوني، والاهتمام بالتكوين والتأطير، ومعالجة معضلة التمويل، وتوفير البنيات التحتية اللازمة.

وعلى صعيد البنية التحتية، شهد عهد جلالة الملك محمد السادس تشييد خمسة ملاعب دولية تستجيب لمعايير الفيفا في طنجة ومراكش وأكادير وفاس، إضافة إلى مئات ملاعب القرب في مختلف أنحاء المملكة. كما تم إنجاز مركب محمد السادس لكرة القدم، الذي يعد من أحدث المركبات الرياضية في العالم.

mohammed VI stade tetouan

ولم يغفل جلالة الملك أهمية الرياضة المدرسية والجامعية. ففي عام 2018، تم توقيع اتفاقية شراكة لإحداث مسالك دراسية “رياضة ودراسة” ومسالك بالتكوين المهني والتعليم العالي لفائدة الرياضيين، بهدف إعادة الروح للرياضة المدرسية وخلق آفاق متعددة للتلاميذ والطلبة.

وعلى الصعيد الدولي، حرص جلالة الملك على دعم طموح المغرب لاستضافة كبرى التظاهرات الرياضية. فقد تقدم المغرب بترشيحه لاستضافة مونديال 2006 و2010 و2026، إلى أن تكللت الجهود بالنجاح في الفوز بحق استضافة مونديال 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال. وفي هذا الإطار، أعطى جلالته توجيهاته للحكومة لتنفيذ جميع المشاريع الواردة في ملف الترشح، بما فيها تشييد ملعب الحسن الثاني الكبير وتحديث الملاعب القائمة.

SM le Roi inaugure Terrains M 504x300 1

كما حظيت العديد من التظاهرات الرياضية الوطنية والدولية برعاية ملكية سامية، مثل الملتقى الدولي محمد السادس لألعاب القوى، وسباقات الماراثون، وبطولات الكاراتيه والتايكواندو والجودو وغيرها.

وتقديراً لجهوده في تطوير الرياضة المغربية والإفريقية، منح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” جلالة الملك جائزة التميز لسنة 2022، في حفل دولي بحضور رئيس الفيفا وكبار المسؤولين الرياضيين.

إن هذه الإنجازات الرياضية، وعلى رأسها الأداء التاريخي للمنتخب الوطني في مونديال قطر، تعكس رؤية ملكية شاملة تؤمن بدور الرياضة في التنمية والتقارب بين الشعوب. فكما جاء في رسائل جلالته للعديد من المؤتمرات الدولية، فإن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل هي أداة لاكتساب روح العمل الجماعي، والانفتاح على الآخر، وإدماج الشباب، ونشر قيم التسامح والتعايش.

 

فإن ما حققته الرياضة المغربية من تطور ونجاحات خلال الـ25 سنة الماضية يشهد على حكمة الرؤية الملكية وفعالية السياسات المتبعة. فبفضل الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، أصبحت الرياضة المغربية نموذجاً يحتذى به إقليمياً ودولياً، وباتت تساهم بشكل فعال في تعزيز إشعاع المملكة وتحقيق تنميتها الشاملة. ولعل الإنجاز التاريخي في مونديال قطر خير دليل على ثمار هذه السياسة الرياضية الحكيمة، وبشرى بمستقبل أكثر إشراقاً للرياضة المغربية على الساحة العالمية.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *