الوداد الرياضي صخرة تتحطم عليها أمواج التشويش

الوداد الرياضي صخرة تتحطم عليها أمواج التشويش

- ‎فيرأي, رياضة, واجهة
0
نادي الوداد الرياضي
إكسبريس تيفي

باحدة عبد الرزاق

من يتابع مسار كرة القدم الوطنية هذا الموسم، سيلاحظ بوضوح أن الوداد الرياضي يتعرض لحملات تشويش منظمة، أهدافها جلية. فالجهود التي بذلها برلمان الفريق وجماهيره الحمراء لتجاوز فترة الفراغ التي عانى منها الموسم الماضي، اتسمت باحترافية عالية تتماشى مع تاريخ هذا النادي العريق، الذي لطالما وقف موحداً تحت راية واحدة، رافعا علم المغرب عاليا.

مع الإجماع على تعيين هشام أيت منا رئيسا لنادي الوداد الرياضي، برزت للعيان حملة شرسة شنتها بعض الصفحات الرياضية والمواقع الإعلامية ضد الرجل، حتى قبل توليه مهامه رسميا. وعندما نجح في استقطاب مدرب بارز على الصعيد الأفريقي – حظي بإشادة واسعة من الجماهير الأفريقية خلال مشواره التدريبي مع نادي صن داونز الجنوب أفريقي – سعت جهات معينة لعرقلة انضمامه للوداد، وفقاً لما صرح به موكوينا نفسه في أول لقاء له مع الصحافة الوطنية.

في خطوة احترافية، فوض أيت منا الطاقم التقني مهمة الانتدابات. لكن للأسف، لم تلق هذه المبادرة الإشادة المستحقة من قبل العديد ممن يُطلق عليهم “محللين”، رغم افتقارهم للخبرة الكروية الحقيقية. بل إن البعض ذهب إلى حد انتقاد هذه الخطوة بعبارات تنم عن حقد دفين، كمن وصف موكوينا بـ”أستاذ رياضة” قبل أن يتمنى لاحقاً رؤيته مدربا لفريق آخر، في تناقض صارخ. وينطبق الأمر ذاته على نيانغ ولاعبين آخرين.

من المعروف أن الفرق التي تشهد تغييرات جذرية في تشكيلتها تواجه تحديا أوليا يتمثل في تحقيق الانسجام بين لاعبيها، حتى لو ضمت أبرز نجوم العالم. وقد تعرض الوداد لظلم تحكيمي واضح في معظم مبارياته، باعتراف خبراء التحكيم ومديرية التحكيم نفسها. ورغم ذلك، فإن الفريق لا يبتعد عن صدارة الترتيب سوى بفارق نقطة واحدة بعد خمس جولات. ومع ذلك، نشهد حملة منسقة من قبل منابر إعلامية وصفحات معينة، تستهدف المدرب موكوينا بالتحديد، مروجة لشائعات لا أساس لها من الصحة، كادعاء أن الجماهير الودادية تطالبه بالتركيز على العمل والابتعاد عن التصريحات الإعلامية.

في المقابل، أظهرت مجموعة “الوينرز 2005” خبرتها المعهودة في التعامل مع مثل هذه الهجمات والمكائد، معبرة عن دعمها الكامل للرئيس أيت منا وللمدرب وطاقمه التقني، مما وضع مروجي هذه الشائعات في موقف محرج. فمن المعروف أن جماهير الوداد الرياضي من أكثر الجماهير الوطنية تنظيما وتوحدا تحت قيادة فصيل ألتراس واحد. وهي تعتبر تجربة هذا الموسم مشروعا مشتركا بين الإدارة وبرلمان النادي والجمهور. لذا، يجمع الكل على أن الصبر على المدرب ودعم اللاعبين سيؤتي ثماره، نظرا للعمل الاحترافي الكبير الذي يقوم به النادي، والذي سيقطع مع عشوائية الماضي.

في الوقت الذي يحظى فيه النادي الأهلي المصري بدعم هائل من الاتحاد المصري لكرة القدم والإعلام الرياضي المصري، خاصة في الترويج لمشاركته في كأس العالم للأندية، نجد في المقابل أن الوداد الرياضي يخوض العديد من مبارياته محروما من جمهوره لأسباب غامضة. هذا التباين يثير تساؤلات عميقة حول موقف العصبة الاحترافية المغربية، وتحديدا رئيسها عبد السلام بلقشور: هل يدركون حقا أهمية مشاركة الوداد في البطولة العالمية، خاصة في نسختها الجديدة الموسعة، أم أن الأمر لا يحظى باهتمامهم الكافي؟ والسؤال الأهم: كيف يمكن الارتقاء بمستوى كرة القدم الوطنية في ظل هذه الظروف المعاكسة والمناخ السلبي السائد؟

على من يسعى لزعزعة استقرار الكيان الأحمر أن يدرك أولا أن الوداد الرياضي، بفضل رأسية وليد الكرتي الشهيرة، أحدث زلزالا في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف)، وساهم في تطهيره من رموز الفساد. اليوم، يحظى “وداد الأمة” بمتابعة إعلامية واسعة من قبل الإعلام العربي، خاصة في تونس ومصر. ولعل تفاعل بعض القنوات المصرية مثل “ON SPORTS” مع فضيحة الأخطاء التحكيمية المتكررة وتخبطات الدوري الاحترافي المغربي لخير دليل على ذلك. فمن المؤسف حقا أن يضطر صحفيون أجانب للتعليق على مستوى البطولة في بلد تأهل لنصف نهائي كأس العالم الأخيرة، بسبب سوء إدارة المسؤولين عن الشأن الكروي المحلي.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *