اهتمت الصحف الألمانية والأوروبية عموما بالخبر الأهم خلال الميركاتو الصيفي، أي قرار ميسي بمغادرة القلعة الكتالونية. النبأ الذي جاء كوقع زلزال بالنسبة لمشجعي برشلونة، وصلت هزاته الارتدادية إلى كل المهتمين بعالم الكرة.
أن يغادر لاعب ناديا فهذا شيء يتكرر كل موسم. ولكن أن يغادر ميسي برشلونة، فأمر يصعب تخيله. صحف العالم انشغلت بالنبأ المزلزل، وأفردت له مساحات واسعة. نقتبس بعضا مما جاء في الصحف الألمانية والأوروبية:
مجلة شبيغل قالت –على موقعها الالكتروني– بأن قرار “ميسي بالرحيل عن البرسا هو تقريبا وكأنّ كاتدرائية كولونيا العريقة تريد تغيير موقعها والتحول إلى مكان آخر”، في إشارة إلى الارتباط الوثيق بين النجم الأرجنتيني الفذ والنادي الكتالوني.
مجلة كيكر الرياضية تحدثت عن الأسباب المحتملة التي دفعت ميسي إلى هذا القرار الصعب:
“شهد هذا الموسم تعثرا كبيرا عند الكتالونيين. فميسي لم يكن متفقا دائما مع مدراء النادي. وهذا ما يمكن أن يكون قد دفعه لاتخاذ القرار. وبالتالي فإن الهزيمة المدوية أمام بايرن في ربع نهائي دوري الأبطال قد تكون آخر مباراة لميسي مع برشلونة”.
وكالة الأنباء الألمانية ذهبت إلى هذا التفسير أيضا:
“قراره (ميسي) بمواصلة مسيرته في مكان آخر، غير المكان الذي شهد إنجازات تاريخية، يمكن ربطه بخيبات الأمل الرياضية الأخيرة. وآخرها الخروج من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بهزيمة ثقيلة أمام بايرن ميونيخ (2 مقابل 8)”.
وأبرزت الوكالة إنجازات ميسي مع ناديه، فكتبت:
“ذو الثلاثة والثلاثين عاما يلعب في صفوف البرشا مذ كان بعمر الرابعة عشر. ولو نظرنا لحصيلته مع الفريق طوال هذا السنوات فهي حصيلة مذهلة: خلال 729 مباراة رسمية لعبها مع النادي أحرز 633 هدفا للبرشا. توج سبع مرات هدافا لليغا الإسبانية، وست مرات هدافا لدوري أبطال أوروبا. أما بطولاته مع النادي فكانت: لقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات، والدوري الإسباني عشر مرات، وست مرات لقب كأس إسبانيا.
تحدثت الوكالة عن إمكانية انتقاله إلى أحد الأندية الألمانية:
” الآن. عنوان جيد له: نادي بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني، حيث يمكن للنجم الأرجنتيني أن يكون جزءا من قصة نجاح جديدة، في أيامه الأخيرة مع كرة القدم. ولكن الأموال الكبيرة ربما هي التي ستحدد وجهته القادمة”.
موقع “سبورت 1” الرياضي الإلكتروني ذهب في اتجاه مختلف، ورأى أن مغادرة “البرغوث” الأرجنتيني برشلونة هو “أجمل خبر يمكن أن تسمعه” في عالم الكرة. والسبب هو:
أن الأمور بين النادي واللاعب لا تسير على ما يرام. “وما كان يبدو وكأنه زواج كروي أبدي، صار يهتز بقوة. فمن الأفضل إنهاء هذه العلاقة بشكل حسن، بدل أن تتحول إلى أشبه بحرب”.
السبب الثاني برأي موقع “سبورت 1” هو التصور المستقبلي للمكان الذي سيرحل إليه ميسي. “فلو انتقل إلى باريس سان جيرمان مثلا، فسيلعب حينها إلى جانب نيمار. أو ربما إلى يوفينتوس ويشكل ثنائيا مرعبا مع خصمه الأكبر كريستيانو رونالدو. أو ربما يتحول لقبول تحدٍ كبير في صفوف مانشستر يونايتد”. كل هذه الاحتمالات “تسيل لعاب” مشجعي كرة القدم.
صحيفة ماركا الإسبانية:
“ميسي أخبر النادي بقرار الرحيل وأنه لم يعد يشعر بالارتياح في الكامب نو، الملعب الذي ترعرع فيه مذ كان طفلا. وهذا الأمر هو أسوأ من أي خسارة بثمانية لاثنين”.
صحيفة الغارديان البريطانية، أبرزت الاهتمام الكبير بهذا “الخبر القنبلة” وركزت على الخطوة المقبلة:
“لم يكن مفاجئا أن يبرز، بعد دقائق فقط من إعلان موقف ميسي، اسم مانشستر سيتي كمرشح مفضل لكسب توقيع ميسي. فبيب غوارديولا كسب بالاشتراك مع ميسي لقب دوري الأبطال مرتين. وربما كانت هناك محاولة الآن لجمعهما معا في فريق واحد وحصد اللقب الأوروبي مجددا”.