إكسبريس تيفي/✍نجيبة جلال:
فاز المغرب البارحة برئاسة المجلس الاممي لحقوق الانسان في جلسة انتخاب تاريخية حاول فيها المحور الجزاىر/جنوب افريقيا ، تحدي انتخاب المغرب، ليس فقط داخل المجلس بل قبيل ذلك بحرب اعلامية شرسة استهدفت الصورة الحقوقية للمملكة المغربية!
في الواقع، هذا الفوز هو نتيجة تراكمات ديبلوماسية و عمل جاد لعدة مؤسسات وطنية بتوجيهات ملكية. عمل دؤوب، لم ينظر معالمه و لم يفقه سرعته أعداء يعميهم حقد و عداء مرضي تجاه المملكة المغربية.
لا ضرورة لنقاش العلاقةً السببية بين اختيار المغرب لهذا المنصب و تفاعلات الدولة مع آليات الامم المتحدة، و لا للمكانة المستحقة التي اشتغل عليها المغرب في حماية السلم و السلام داخليا و خارجيا.. لكن الالتفات الى آليات محاولات تبخيس النجاحات الوطنية أمر ضروري بالنظر إلى حجم ما يستعمله أعداء الوطن من أساليب.
فمن الواجب تسطير انهزام محاولات الضغط الدولية و المؤسساتية التي تحاول دول تخيفها سرعة المغرب في التقدم. المغرب الذي سجل و لازال يسجل انتصارات ديبلوماسية متوالية أنهكت قوى الجزاىريين و منظمات اوروبية بذلت قصارى جهدها للنيل من سمعة المغرب لسنوات. و هذا يعني أن ماكينة الدولة هزمت العدو الذي لم يتمكن من تلطيخ الصورة. هذا طبعا فيما يخص المعركة في ساحتها الحقيقية.
ولكن حين نتحدث عن هذه الحرب الضروس، التي فاز المغرب في كل جولاتها ، لا يمكن تجاهل الأذرع الاعلامية التي غذتها و حاولت تقويتها داخليا و خارجيا. و لعل الصدى الاعلامي لخسارة الاعداء بعد انتخاب المغرب على رأس مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة خير دليل على ذلك.
فهما نوعان صحفيان يستعملهما العدو عادة، التشهير و الكذب على مسؤولين مغاربة أو اختلاق ملفات حقوقية ….اليوم، ينضاف عنوان جديد لهذه الحرب الاعلامية سبق و أن اعتمده أحد اليوتوبر ليتبناه اليوم صحفي آخر و كلاهما داخل أرض الوطن.
هذا الجنس الصحفي الجديد الذي يمكن وصفه ب ” تقطار الشمع” ليوتيوبرز و صحفي يلعبان على حبلين. حبل حب الوطن و حبل الضرب تحت الحزام في موضوع واحد و لهدف واحد.
“تقطار الشمع” جنس صحفي ابتدعه من يخاف من رأي المغاربة فيه و من شبهة ” تهديد مصالح الوطن” ، فهاهم في هذا الملف ينتقدون اعداء المغرب و يصفونهم بمن أعمى الحقد أعينهم، لا لانهم يحاربون المغرب بل لأنهم أعطوا الحدث قيمة لا يستحقها…
فيقول #مقطر الشمع أن الانتخاب بثلتي أعضاء المجلس غير كاف، بل و يستمر في الفقرة الموالية ليقول أن العملية مجرد افراط في وضع المساحيق على وجه المغرب.
بل و بالنسبة له، حتى موضوع حقوق الانسان لم تعد له أهمية في الساحة الدولية لان حكام الدول الرائدة التي كانوا يقتدون بها حكمتها الشعبوية و الان المغرب رئيس هذه الهيئة! تبخيس ما بعده تبخيس!
هذا هو تقطار الشمع، الذي صار جنسا صحفيا يستعمله الاطراف الذين يساعدون أعداء الوطن دون إعلان موقفهم بوضوح.. جبن لا نظير له في محاربة مصالح المملكة و محاولات بئيسة لتأليب الرأي العام ..
أخطر ما في هذا الجنس الصحفي، هوً أن مستعمله يتربص و يقتنص الفرص وًيحاول خلق خطاب اعلامي في ظاهره حب للوطن و في باطنه سم مدسوس لتبخيس المغرب و المؤسسات.
كل صحفي يحترم نفسه، يعلمً جيدا أن الوضع الحقوقي للمغرب لم يبلغ نضجه و لا زالت أمامه رهانات و تحديات لتحقيق ذلك و ترؤس هذه اللجنة تحفيز لإصلاح الكثير من الاشكاليات الحقوقية. بل أكثر من ذلك، هذه المهمة التي أوكلت للمغرب دليل و تعبير عن إرادة الدولة للتقدم في ورش الحقوق.
أما معتمدي جنس “تقطار الشمع”، فهم لا يسعون الى إصلاح بقدر ما يحاولون اليوم كسب صفة “المعارض الشرس” للدولة لأهداف جد ضيقة، أحقرها الادسانس و عدد المنابعين و أقصاها التفاوض مع الدولة!